رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


استأذن بالدخول.. مع علمى أنكم لن تقبلوا

28-11-2020 | 21:52


محمد الفقى

قبل شروعى فى الكتابة لـ«الهلال اليوم» يجب أن أحصل على إذن افتراضى للدخول إلى هذا الدار العريق.. الإذن من كبار الكتاب.. عمالقة الفكر والسياسة الذين تركوا عبر كتاباتهم وإنتاجهم الإبداعى على صفحات إصداراتها المتنوعة بصمات واضحة مؤثرة فى تنوير الرأى العام لأكثر من قرن من الزمان.


وأكتب فى نفس المكان وتحت اسم نفس الإصدار الذى كتب فيه رموز الفكر والفن والأدب والصحافة: طه حسين، عباس محمود العقاد، هيكل، المازنى، سلامة موسى، حافظ إبراهيم، أحمد شوقى، ميخائيل نعيمة، السباعى، أحمد بهاء الدين، فكرى أباظة، وجبران خليل جبران. 


وطول حياتى أتخيلهم فقط؛ فأنا من جيل يطلقون عليه «جيل الشمعدان»، وأجيالهم يطلقون عليها أجيال «العمالقة».. أجيال كانت تواظب على حلقات الفكر والثقافة، وجيلى الأولوية عنده حلقات حول أجهزة البلاى ستيشن.


وهذه القامات الخالدة فى وجداننا لو أتى على مسامعها أننى سأحلّ كاتبا فى نفس مساحاتهم، سأكون "لا قدر الله" امتدادًا لما سطروه بأحرف من نور أضاءت الطريق على مدار السنين.. أتخيلهم صامتين يبعثون بنظرات تتوارى من وراء عدسات نظاراتهم العتيقة.. يهمهمون فى ضجر: "كان يوم أسود"، ويرفقون بى قائلين: "خليك على أي جنب.. مَن أنت؟!".. بالفعل، مَن أنا، وأنتم علامات فارقة.. مَن أنا وأنتم قمم عالية.. مَن أنا وأنتم شوامخ ملأت العقول.. ولكن إجابتى حاضرة: "اسألوا خالد ناجح، رئيس التحرير.. فقد يكون لديه من الأسباب التى جعلته يدعونى لمزاملتكم، أو يرى فى قلمي ما لم أره.. فأنا لم ولن أتجرأ على مثل هذه الخطوة يومًا من الأيام".


وتكفينى زيارة هذا المبنى العتيق.. القابع في قلب القاهرة وسط أيقونات معمارية فريدة.. مبنى فخم يشعّ من بين جدرانه عبق التاريخ.. هذا المبنى الذي صممه المهندس الإيطالى ألبيرت زنانيرى شاهد على تحولات الحياة فى مصر، منذ أن أصدر جورجى زيدان أول أعداد المجلة فى سبتمبر من العام 1892، مع بداية من الاحتلال الإنجليزى وظهور حركات التحرر على يد زعماء الأمة: مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم سعد زغلول والنحاس، حتى قيام ثورة يوليو، وبعدها نصر أكتوبر العظيم، حتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. كل هذه التحولات حاضرة على صفحات مجلة «الهلال» في تأريخ ورصد لكل الأحداث التي مرّت على الوطن.


وهى تجربة أخوضها.. هدفى منها وغايتى أن أصوغ ما أراه فى الشارع.. غايتى أن يلهمنى رب العالمين الصواب والإخلاص والصدق والاجتهاد.. أن أحظى بقبول الغالبية.. ورضائهم عن سلامة النية والصفح والغفران عما قد أرتكبه من أخطاء.. جُلّ ما أريد أن يتحمل قراء «الهلال» ما آلت إليه المقادير بزج اسمى الضعيف وسط هذه الكوكبة من قادة التنوير.. فأطلب الآن الإذن بالدخول مع علمى أنكم لن تقبلوا!

 

[email protected]