رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
مستشفيات تيجراي تشهد اكتظاظا بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي الانتصار
شهدت مستشفيات عاصمة تيغراي
تدفّقا لمرضى مصابين بصدمات نفسية وفق ما أعلنته الأحد اللجنة الدولية للصليب
الأحمر، وذلك غداة الإعلان عن سيطرة القوات الحكومية الإثيوبية على ميكيلي وتأكيد
رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد انتهاء المعارك.
ومساء السبت أعلن أبيي أحمد، الفائز بنوبل السلام
العام الماضي، الانتصار في الحملة العسكرية بعد ثلاثة أسابيع من المعارك مع
"جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تتولى الحكم الذاتي في الإقليم.
وقطعت الاتصالات بالكامل عن تيغراي خلال النزاع،
وفرضت قيود على إمكانية وصول وسائل الإعلام إلى المكان، ما يجعل من مهمة التحقق من
صحة إعلان أبيي أمرا مستحيلا.
والأحد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عمال
الإغاثة في ميكيلي يعانون شحا في المواد الغذائية والموارد الطبية بما في ذلك
أكياس توضيب الجثث.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "نحو
ثمانين بالمئة من المرضى" في مستشفى "أيدر"، إحدى أكبر المؤسسات
الطبية في المدينة، مصابون بصدمات نفسية"، من دون تحديد كيفية إصابتهم.
وجاء في بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن
"تدفّق الجرحى دفع المستشفى إلى تعليق الكثير من خدماتها الطبية لكي يتسنى للطواقم
المحدودة التفرّغ للرعاية الطبية الطارئة وتكريس الموارد لها".
وأشارت اللجنة إلى أن ميكيلي شهدت الأحد
"هدوءا"، في مؤشر جديد إلى أن جبهة تحرير شعب تيغراي قررت الانكفاء وعدم
التصدي للقوات الإثيوبية في مدينة كانت تعد قبل النزاع نصف مليون نسمة.
وأعلن أبيي في الرابع من نوفمبر قراره
إرسال قوات فدرالية إلى تيغراي ردا على هجمات شّنتها قوات موالية لجبهة تحرير شعب
تيغراي على معسكرات للجيش الفدرالي.
وشكّلت الخطوة تصعيدا كبيرا في التوتر بين أبيي
والجبهة، التي هيمنت على الساحة السياسية في إثيوبيا على مدى نحو ثلاثة عقود قبل
وصول رئيس الوزراء إلى السلطة في 2018 على خلفية تظاهرات مناهضة للحكومة آنذاك.
وبعد سيطرة قواته على غرب تيغراي وإعطائه قادة
الجبهة مهلة 72 ساعة للاستسلام، أعلن أبيي الخميس أنه أمر بـ"هجوم أخير"
على ميكيلي.
وفاقم الأمر المخاوف الدولية من احتمال وقوع مجازر
بينما وردت تقارير عن تعرّض ميكيلي لقصف عنيف في وقت سابق السبت.
لكن بحسب الرواية الحكومية، لم تجرِ في الواقع
العديد من المعارك، ما يشير إلى أن قادة الجبهة قد يكونون اختاروا التراجع.
ولم ترد إلا أنباء قليلة للغاية من المدينة الأحد،
حتى عبر القنوات الرسمية.
وقال متحدث عسكري هو الجنرال محمد تيسيما لفرانس برس
إن العمليات تمضي بشكل "جيد للغاية" بينما يقوم الجنود "بعملهم
بشكل سلمي"، بدون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وبقي بثّ التلفزيون الرسمي كعادته الأحد فعرض برامج
حوارية وموسيقية بينما بدا أن تلفزيون إقليم تيغراي توقف عن البث تماما.
وتعهّدت جبهة تحرير شعب تيغراي القتال طالما أن
القوات الموالية لأبيي متواجدة بأي شكل من الأشكال في تيغراي، في وقت حذّر محللون
من أن الحزب قد يبدّل نهجه ويتبنى تكتيكات أشبه بأسلوب المجموعات المتمرّدة.
وقال قائد العمليات في تيغراي الجنرال باشا ديبيلي
إن الجيش "جاهز للتصدي لأي هجمات انتحارية يمكن أن تشنّها في المستقبل جبهة
تحرير شعب تيغراي"، وذلك وفق تقرير نشرته محطة "فانا" الموالية
للحكومة.
وأفاد أبيي السبت أن الشرطة أطلقت عملية أمنية
لإلقاء القبض على قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، والذين لم يتسن التواصل معهم الأحد
بعد ولا يزال مكان وجودهم غير معروف.
وبعد ساعات من إعلان أبيي سيطرة القوات الحكومية على
ميكيلي، سقطت صواريخ أطلقت من الإقليم في أسمرة عاصمة إريتريا، وفق ما أفاد به
دبلوماسيان.
وقال الدبلوماسيان لفرانس برس إن عدة صواريخ استهدفت
على ما يبدو مطار أسمرة ومنشآت عسكرية.
وأفادت سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الإريترية
أسمرة في وقت مبكر الأحد عن وقوع "ستة انفجارات" في المدينة "حوالى
الساعة 22,13" السبت.
وهي المرة الثالثة تتعرّض أسمرة للقصف من تيغراي منذ
أمر أبيي بإطلاق عمليات عسكرية ضد قادة الحزب الحاكم للإقليم -- "جبهة تحرير
شعب تيغراي".
ولم تتبن الجبهة سوى أول هجوم من هذا النوع وقع قبل
أسبوعين، بينما اعتبرت أن أسمرة باتت هدفا مشروعا نظرا إلى أن حكومة إثيوبيا
استقدمت الدعم العسكري الإريتري لحملتها في تيغراي، وهو أمر تنفيه أديس أبابا.
وأكد أبيي أن حكومته ستركز على إعادة إعمار تيغراي
وتوفير مساعدات إنسانية لسكانها البالغ عددهم ستة ملايين.
ويعتقد أن الإقليم شهد حركة نزوح واسعة النطاق إذ
تعرّض للقصف الجوي عدة مرّات بينما شهد مجزرة على الأقل أودت بمئات المدنيين.
وضغطت الأمم المتحدة على مدى أسابيع من أجل الوصول
إلى الإقليم، لكن بدون نتيجة حتى الآن.