رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بشارة واكيم.. «الاستثنائي» الذي أضحك الملايين ومات قهرا

30-11-2020 | 09:11


تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان بشارة واكيم الذي أبدع في أشهر أفلامه "ليلى بنت الفقراء"، و"صلاح الدين الأيوبي"، "ليلى بنت الأغنياء".

شارك عام 1940 في عدة أفلام كوميدية ودرامية "فتاة متمردة - صرخة في الليل - الباشمقاول - أصحاب العقول".

تألق وتميز بتقديم أعمال أكثر سنة 1941 "عريس من إسطنبول - صلاح الدين الأيوبي - انتصار الشباب - الفرسان الثلاثة - ليلى بنت المدارس - ليلى بنت الريف".

ولد بشارة، 5 مارس 1890 بالفجالة بالقاهرة، وكان اسمه الحقيقي "بشارة يواقيم" وتعلم في مدرسة الفرير بالخرنفش، عام 1917 تخرج من مدرسة الحقوق.. وبدأ رحلته في التمثيل كعضو في فرقة عبدالرحمن رشدي، ثم عضوًا في فرقة جورج أبيض، ثم فرقة رمسيس مع الفنان المصري يوسف وهبي.

في تلك المرحلة تمّ تصنيف بشارة واكيم كممثل كوميدي بالأساس، قام بعدها بتكوين فرقته المسرحية الخاصة مع اكتسابه الشهرة وتحقيقه لنجاحات كبيرة جعلت اسمه يتصدر الأفيشات بجوار كبار النجوم.. وكانت أبرز محطات نجاحه في مسرحيات "حسن ومرقص وكوهين"، و"الدنيا علي"، و"كف عفريت".

وأبدع بشارة، بشخصيته الكوميدية والدرامية في معظم أفلامه، وكان عدد الأفلام التي شارك فيها أكثر من 100 فيلم.

كان يظن جمهوره أنه لبناني بسبب إتقانه اللغة اللبنانية، وجاء إتقان بشارة واكيم للهجة الشامية من جيرانه بـ"الفجالة"، بالإضافة إلى سفره المتكرر إلى بلاد الشام في طفولته، وذلك بصحبة والده خلال رحلاته التجارية.. وهو الأمر الذي جعله عاشقاً للشام ولأهل الشام طوال حياته.

أما عن إتقانه للغة الفرنسية التي نشأ وهو يتعلمها في مدرسة "الفرير"، فقد ساعده ذلك على ترجمة وتعريب العديد من المسرحيات الغربية.

شغلته القراءة والإبحار في اللغات فأتقن اللغة العربية إتقاناً تاماً، وحرص على دراستها طوال مراحل حياته؛ وهذا هو أيضاً ما دفعه لحفظ القرآن الكريم رغم أنه لم يكن مسلماً.

عاش حياة تشبه أدواره السينمائية، مليئة بالضحك والتفاؤل، وبالرغم من كل الفكاهة وخفة الدم التى تمتع بها، إلا أنه كان يخفى قلقًا وخوفًا من أن يحدث له مكروه ولا يجد من يساعده، لأنه عاش وحيدًا، ولم ينجب ولم يتزوج.. إلا أن المرض هاجمه وفاجأه بتغيير مسار حياته تمامًا؛ حيث أصيب واكيم بارتفاع في ضغط الدم أثناء تمثيله أحد الأدوار على مسرح نجيب الريحاني، وحبس صوته ولم يستطع النطق.

وقرر نجيب الريحاني إجباره على البقاء في المنزل حتى استرجاع صحته، عاند واكيم كثيرًا هذا القرار إلى أن سحب الريحانى جميع الأدوار منه، حتى يتعافى على فراشه.

والغريب في الأمر هو تدابير القدر التي جعلت وفاة نجيب الريحانى تسبق وفاة بشارة واكيم، وأصيب واكيم بالشلل فور سماع الخبر، وظل في المستشفى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعد شهور عدة من وفاة الريحاني.

رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1949، منذ 71 عام تقريباً ومازالت أعماله الكوميدية تسعد قلوبنا حتى الآن.