فى ذكرى ميلاده.. حكاية فيلم جمع رياض السنباطي بالعندليب
لم تتوج علاقة رياض السنباطي، بالعندلين
الأسمر عبدالحليم، بالنجاح الذي حققه مع كوكب الشرق أم كلثوم، ورغم نجاحهما معًا
في "لحن الوفاء"، إلا أنهما لم يكررا التجربة مجددًا.
وتدور أحداث "لحن الوفاء" الذي
أنتج عام 1955، حول، الموسيقار علام الذى يقوم برعاية الشاب جلال ويعلمه الغناء،
ليرتبط جلال بقصة حب مع المطربة الصغيرة سهير وهى تبادله الحب، في نفس الوقت الذي
يعاني فيه علام بسبب خيانة زوجته له، ويعتقد أن سهير ستعوضه عن الصدمة فيحاول
التقرب منها والاعتراف لها بحبه، ليكتشف حبها لجلال وتتصاعد الأحداث.
ويرجع فضل هذا التكوين "الثلاثي"
بين كلٍ من: شادية، عبدالحليم، و حسين رياض إلى مبادرة المخرج إبراهيم عمارة الذي
تعاقد على الفور مع العندليب كبطل أول لفيلم "لحن الوفاء".
وعلى الرغم من نجاح أوبريت لحن الوفاء الذي
كان غناء عبد الحليم حافظ وشادية؛ تاليف محمد علي أحمد، ألحان رياض السنباطي، لم
يكررا التجربة، فلم يفضل "رياض السنباطي" العمل مع عبد الحليم حافظ، ابن
ثورة المصانع، الطامح إلى غرب الموسيقى، فيبدو أن صوت الشاب النحيل كان لا يملأ
عباءة الراهب صاحب "لحن الوفاء".
ويبدو أن الشعور كان متبادل بين السنباطي
والعندليب، الذي كان يعرف بالتأكيد قيمة هذا الملحن العظيم، لكنه يدرك جيدا أيضا
أنه ابن منطقة فنية أخرى، هو لا يريد ملحنا عظيما رصينا يصنع له عملا قويا يجعل
عبدالحليم يغنى من فوق المنصة الفنية، هو ليس أم كلثوم التى يضيف الملحنون فى كل
عمل لها طوبة فى صرحها الكبير الصرح الذى صنع كوكب الشرق، وجعله خالدا.
ولم ينجح السنباطى بكل عظمته أن يكون جزءًا
من حنجرة عبدالحليم الجريحة، ولم يرد عبدالحليم أن يصعد الصرح الممرد بقوارير
السنباطى، وزكريا أحمد، لكن الموجى والطويل وبليغ يعلمون آلامه، ويشاركونه سماعها
فى الواقع، وهو بذكائه يقترب من الأقرب إليه، ليس من الأمهر فقط أو الأكثر امتلاء
بالموسيقى، يختار الملحن الذى ترقص ألحانه على أحزانه، وتتأثر بها فيتأثر الجمهور،
ويحزن مع الفتى الذى قضى عمره يطارد خيط دخان.
وبالمثل، لم تكن علاقته بالتمثيل، غير
جيدة، حيث شارك فى فيلم وحيد وهو "حبيب قلبى"، لكنه لم يكرر التجربة،
حيث رأى أن التلحين هو عالمه وليس التمثيل، إلا أن العلاقة بينه وبين السينما ظلت
مستمرة من خلال تلحينه لأغانى العديد من الأفلام.
ووصلت ألحان السنباطي لما يزيد عن خمسين
فيلمًا، منها: "لحن الوفاء"، والذي يعد العمل الأوحد الذي جمع كلٍ من
"العندليب الأسمر" بالموسيقار العظيم "رياض السنباطي".
وتحل اليوم الإثنين، ذكرى ميلاد العبقري رياض
السنباطي والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1906.