اختتم مهرجان
الأراجوز المصري الذي نظمته فرقة "ومضة" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية،
ومشاركة عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية فعالياته بمعهد الدراسات الشعبية
بأكاديمية الفنون.
حضر حفل الختام رئيس
الأكاديمية الدكتور أشرف زكي، وعميد المعهد الدكتور مصطفى جاد، والرئيس الأسبق
للأكاديمية الدكتور عصمت يحيى والدكتورة نهلة إيمان والدكتور محمد شاكر والدكتورة سمر
سعيد وكيلة المعهد، وعدد من الأساتذة والمتخصصين في الفنون.
وافتتح اليوم
بسيمنار حول كيفية الحفاظ على فنّ الأراجوز وصونه. وأدار الجلسة الدكتور مصطفى جاد
الذي اقترح ضرورة الاهتمام بالصورة الإعلامية المطروح عليها لاعبي الأراجوز وضرورة
سرعة تنفيذ مشروع مدرسة الأراجوز وربط فنّ الأراجوز بالأقسام الفنية داخل المؤسسات
والهيئات التعليمية كي يكون هناك دراسة تطبيقية لفنّ الأراجوز داخل تلك المؤسسات،
مشددًا على ضرورة بناء منظومة تسويقية لتلك الفنون.
ورأى الدكتور عصمت
يحيى أن تجسيد الشخصيات التراثية بفن الأراجوز من العصر الفرعوني واليوناني
والروماني والقبطي والإسلامي والحديث سيكون دافعا قويا لاستمرار وانتشار هذا الفن
وإعادة وجوده مرة أخرى.
وطالب الدكتور محمد
شاكر بضرورة أن يجوب الأراجوز جمهورية مصر العربية مرة أخرى وأن نضع هدفا لصناعة
مئة لاعب جديد باستراتيجيات وبرامج تعليمية تتوافق عليها الأكاديميات والمؤسسات
التعليمية.
وأكدّت الدكتور نهلة
إيمان على أهمية فن الأراجوز وإمكانية استخدامه توعويا وتربويا وضرورة تدريب
الأجيال الجديدة عليه.
واقترح عدد من
الطلاب بعض المقترحات لتفعيل خطط صون وحفظ الأراجوز، كعمل مهرجان آخر في منطقة
سياحية، وحفلات دولية بالمدارس ووضعه ضمن المقررات التعليمية وورش تدريبية مستمرة
وبث حفلاته عن طريق الإنترنت وصناعة برامج كرتون والدعوة إلى استلهامه في الأعمال
الدرامية والمسرحية والسينمائية وإنتاج عروض خاصة بذوي الهِمَم، وتدريب قطاعات
مختلفة من الشباب واستخدامه كوسيط تعليمي وتوجيهيّ. وطباعة منشورات وكتب ودعوة
الباحثين والدارسين إلى دراسته ودراسة آثاره في الأعمال الأدبية والإبداعية ودعوة
الفنانين إلى استلهامه في الأعمال التشكيلية والموسيقيّة، والانتقال به إلى القرى
وتنميته في أماكنه الطبيعية والاهتمام بما تبقى من لاعبيه وضمّهم إلى نقابة المهن
التمثيلية وتوفير ضمانات صحية واجتماعية لهم.
وعلّق رئيس
ومؤسس مهرجان الأراجوز المصري د.نبيل بهجت على المقترحات بأنها تلك هي التوصيات
التي يقرّها المهرجان هذا العام، حيث صاغها الجمهور في تفاعله مع المهرجان وفنّ
الأراجوز.
وأعقب السيمنار
واستخلاص توصيات المهرجان منه تقديم ورشة مفتوحة حيث قدّم كل من اللاعب صبري سعد
متولي (شيكو) وممدوح عرضا تراثيا قصيراً، علّق عليه مدير المهرجان حيث وضّح كيفية
صناعة العرض بداية من صناعة الدمى ووسيط العرض (البرڤان) وبنية النصّ، والعلاقة
بين الملاغي واللاعب وكيف يؤدي اللاعب شخصياته المختلفة ثم شرح شيكو طريقة صنع
الأمانة وطريقة ضبطها لإخراج الصوت منها، وكيفية تحريك الدمى. وأعقب العرض ورشة
تعرف فيها الطلاب على التحريك وطريقة صناعة الدمى وملابسها ووسيط العرض، وكيفية
تقديم العروض.
وأكدت الورشة
على ضرورة استلهام وتوظيف وإعادة التراث بما يتناسب مع العصر، حيث أن التراث يقدم
حلولا ماضوية، قد لا تتناسب مع اللحظة المعاشة، وأن الاستفادة من التراث ضرورة
لبناء الحاضر، حيث ان الحضارة هي فعل تراكميّ. لذا، أكدت الورشة على أنه يجب بعد بناء
الأرشيف والتوثيق والحفظ والصون الانطلاق نحو منتج جديد.
وشرح الدكتور نبيل
بهجت كيف أعدّ الملف الخاص بتوثيق الأراجوز على قوائم اليونيسكو، الذي تم الاعتراف
به في 28 نوفمبر 2018 كأحد الفنون الإنسانية الهامة، مؤكدا على أن مصر لا تمتلك
منتجا بحجم الثقافة تستطيع أن تسوّقه وتعتمد عليه، وأن التراث أحد أهم مفردات
الثقافة التي يجب أن نعمل على تنميتها والاستفادة منها في كل مجالاتها سواء في
الملابس الشعبية أو الحليّ الشعبي أو عروض الفرجة الشعبية أو الأثاث الشعبي،
وغيرها.
واختتمت الورشة
فاعلياتها بإشراك الطلاب في عدد من العروض، وأعلن "بهجت" أنه بدءاً من
العام المقبل سنسعى لتطوير المهرجان ليصبح مهرجانا دوليا يستضيف عددا من الفرق من
دول مختلفة، كما ثمّن على التوصيات التي أنتجها السيمنار وعلى ضرورة الأخذ بها
والالتزام بمضمونها، مؤكدا على أن لدينا ما يستطيع أن يعبّر عنا ويقدمنا للعالم،
وداعيا إلى أن تكون تجربة الأراجوز تجربة ملهمة في استعادة فنونا وتراثنا الشعبيّ.