رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف: الإسلام دين السماحة واليسر و"من أدى المُتَيسر سقط عنه المُتَعذر"

1-12-2020 | 12:44


 أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن ديننا الحنيف أساسه السماحة واليسر، ومن أدى المتيسر سقط عنه المتعذر؛ كمن تيمم عند فقد الماء فإنه يكفيه، ولا تلزمه الإعادة عند وجود الماء، ومن عجز عن الصلاة قائمًا صلى قاعدًا وسقط عنه القيام المتعذر، بل إن نبينا (صلى الله عليه وسلم) ليبشر من تعذر عليه ما كان يؤديه من الطاعات بفضل الله (عز وجل) وكرمه في إجراء ثواب ما كان يعمل، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): {إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَر، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا} (صحيح البخاري). 


وقال وزير الأوقاف - في تصريح اليوم الثلاثاء - إن شعائر الإسلام قائمة على الطاقة والوسع، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها والله رؤوف بعباده، لأن الدين قائم على رفع الحرج، واستشهد بما جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: {دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (صحيح البخاري)، وعَنْ عَائشَةَ (رَضيَ اللهُ عنها) أنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) دخَلَ عليها وعندَها امرأةٌ، قال: «مَنْ هذه؟» قالت: هذه فُلانةٌ، تذْكرُ مِنْ صَلاتِها، قال: « مَهْ »، عليكم بِما تُطِيقونَ ، فوَ الله لا يَمَلُّ اللهُ حتَّى َتملُّوا»( صحيح البخاري).


وأضاف أنه عن أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: دَخَلَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) المسْجد فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقالَ: "ما هذا الحَبْلُ"؟ قالوا: هذا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): (لا، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ) (صحيح البخاري).


​وأشار وزير الأوقاف إلى ما جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ) (صحيح البخاري)، ​وعَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ (رَضِيَ الله عَنْهَا)، قَالَتْ: « مَا خُيِّرَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكن إثْمًا، فَإِذَا كَانَ الإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ» (صحيح البخاري).


ولفت إلى أن من رحمة الله (عز وجل) أن شعائر الإسلام قائمة على الطاقة والوسع، حيث يقول الحق سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (البقرة : 286)، ويقول تعالى في شأن الحج: {ولله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران : 97)، ويقول سبحانه في شأن الصوم: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة : 184)، ويقول (عز وجل): {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة: 184).


وأوضح وزير الأوقاف إن بعض المفسرين قال: "أي على الذين لا يطيقون الصيام فدية طعام مسكين، وقال بعضهم المراد: على الذين يطيقونه بمشقة بالغة أو غير محتملة"، ويقول سبحانه في شأن الإنفاق: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (الطلاق: 7)، فالدين قائم على اليسر ورفع الحرج ، حيث يقول الحق سبحانه: { يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: 185)، ويقول سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج : 78)، مضيفا: وفي المتاح والمباح سعة بالغة ، غير أن بعض الناس دون أن يؤدي المتاح والمباح لا يتعلق إلا بالمتعذَّر، وكأنه يبحث عن شماعة ليعلق عليها تقصيره.