رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


توأم فلسطينيتان توثقان جمال الطبيعة في غزة لإبراز وجها مشرقا للحياة فيها

2-12-2020 | 12:44


تنشط توأم فلسطينيتان في توثيق الوجه الجميل للطبيعة في غزة سعيا لإبراز وجه أخر للحياة في القطاع الساحلي بعيدا عن الحروب وتداعيات الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عاما.

وذاع صيت التوأم ماندي ولارا سرداح 42 عاما في قطاع غزة بعد اشتهار عملهما على توثيق الحياة البرية والتنوع الحيوي للطبيعة عبر سلسلة من الصور ترصد الطبيعة الجميلة.

وبشكل يومي تخرج التوأم سرداح قبيل طلوع الشمس في رحلة بيئية تستمر لعدة ساعات، حيث تحمل إحداهما كاميرا تصوير رقمية، والأخرى منظاراً للرؤية من بعيد

وتتجول التوأم في البساتين والمناطق الوعرة لرصد وتوثيق البيئة والبحث عن الطيور والزواحف والحيوانات فضلا عن أنواع الورود نادرة الانتشار والترويج لها.

وتقول ماندي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنهما نجحتا على مدار سنوات في التقاط آلاف الصور لجمال الطبيعة في قطاع غزة وتوثيقها، بينها الكثير لطيور وحيوانات بعضها زائر وأخرى مقيمة.

وتوضح أن فكرة نشاطهما بدأ بكاميرا رقمية تمتلكها عائلتهما لتوثيق لحظاتها السعيدة، إذ استغلوها بالتقاط صورًا تحظى بإعجاب المحيطين بهما، فتنالا على إثرها التشجيع.

وتقول لارا "ذات مرة التقطنا صورة مميزة جدا لغروب الشمس، فشجعتنا العائلة على نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، وحازت الصورة على إعجاب معظم الأصدقاء، ومنذ تلك اللحظة أصبحنا ننشر الصور بانتظام".

وتضيف أن شغفهما بجمال الطبيعة ساهم مع حبهما للتصوير في إقبالهما على القيام بجولات يومية لتوثيق المزيد من الصور تشمل رحلات استكشافية في مختلف أنحاء القطاع وإبراز الوجه الجميل لها.

ولم تلتحق التوأم سرداح بدورات تعليمية أو دراسة منهجية للتصوير لكن تعلمها تم بالمحاولة والملاحظات التي يتلقيانها من بعض المصورين المحترفين عند نشر صورهما على حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد درست التوأم "علم الاجتماع والعلوم السياسية"، في مجال بعيد تماما عن هوايتهما في التصوير وتوثيق الحياة البرية، الذي توجهتا نحوه بدافع عشقهما للطبيعة، ولكونه يمنحهما الفرصة للتفريغ النفسي.

وعلى مدار سنوات نشاطهما اشتهر التوأم بامتلاك بصمة نادرة في الحياة البرية النباتية والحيوانية في غزة، تنقلان الجمال للمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي داخل القطاع وخارجه.

كما أنهما تتابعان بانتظام برامج القنوات الوثائقية العالمية لتطوير مهاراتهما في مجال البحث عن أوجه الطبيعة وما يستحق التركيز عليه فضلا عن التزود بالمعلومات اللازمة.

ولتدعيم الصور بحقائق علمية، تقرأ التوأم سرداح الكتب، وتتصفحا مواقع الإنترنت التي تتحدث عن التنوع الحيوي في فلسطين، وتسألان الخبراء في مجال التنوع الحيوي للاستفادة أكثر من معلوماتهم، ومعرفة ما تجهلانه من أسماء الطيور والنباتات.

وتقول ماندي إنها لم تكن تتخيل أن تتحول الهواية لديهما إلى شغف يُلازمهما طوال الوقت، وأنهما يسعيان دائما لإبراز وجه غزة الجميل الذي غيبته الحروب والمآسي بفعل سنوات الصراع مع إسرائيل.

وتضيف أنهما يشعران بالسعادة الغامرة في رحلاتهما في سهول ووديان وبساتين غزة لرصد الصور الجميلة للبيئة والطبيعة، وتوثيقها لنقلها إلى الرأي العام فيما تزيد سعادتهما من انتشار حدة التفاعل مع نشاطهما.

ولدى ماندي ولارا تقارب شديد، أكثر من مجرد الفكرة الواحدة التي تجمعهما، إذ بينهما تشابه يصل حد التطابق في الملامح والشكل الخارجي، وعند سماع نبرة صوتهما لا يمكن تقريبا التفريق بينهما.

كما أنهما ارتبطتا ببعضهما حد توحيد رقم الهاتف الشخصي، وكذلك حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وذات اللبس بألوان واحدة في كل جولة استكشافية لهما.

وعادة ما تُوكل مهمة رصد الأشياء والمشاهد الجمالية إلى ماندي عبر المنظار الذي تحمله والتي تعشق السفر والتجول ولا تمّل من البحث والاستكشاف عن كل شيء جميل وغريب مرتبط بالحياة البيئية.

أما لارا فتتولى التصوير لتوثق بعدستها جمال الطبيعة وتلقائية المشهد كما هو من دون تدخل، إذ تمتنع عن استخدام أي برنامج لمعالجة الصور التي تلتقطها وفضل عرض الطبيعة بصورها التلقائية لتكون أقرب للقلب.

وترى التوأم سرداح في غزة الكثير من الجمال المختبئ، فرغم محدودية المساحة، والحروب المتتالية عليها، وسوء الأوضاع العامة، والتوسع العمراني الذي كاد يقضى على التنوع الحيوي، هناك الكثير من المناطق لازالت زاخرة بالتنوع الحيوي.

وتزيد أهمية نشاط التؤام سرداح بالنظر لما تقولان إنه إهمال شديد تعانيه الحياة البرية في قطاع غزة سواء من حيث عدم توثيقها بشكل يعطيها حقها، أو من ناحية عدم حمايتها بفعل الصيد الجائر للحيوانات والطيور.

وسبق للتوأم سرداح أن شاركتا في عدة معارض خاصة بالأنشطة البيئية، كما أنهما نجحتا في إنشاء أرشيف صور موثقة بتوقيتها وأماكن التقاطها لتكون بمثابة مرجع للبيئيين والباحثين عن الحياة البرية في قطاع غزة.

وقد نشر لهما في عدد من المجلات الفلسطينية المهتمة بالتنوع الحيوي، عددا من الصور لتوثيقهما أشكالا مختلفة من الحياة البرية مثل نبات القزحة البري، وطائر الدور الإسباني وطائر السبت الأوروبي.

إضافة إلى ذلك فإنهما شاركتا بمجموعة من الصور في دليل النباتات الطبية في الحديقة الطبية لجامعات محلية، واختيرتا من قبل "مؤسسة سيدة الأرض" من ضمن أهم المصورين على مستوى فلسطين.