رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المسبار الصيني بدأ عملية جمع عيّنات من القمر

2-12-2020 | 12:48


شرع مسبار "شانغي 5" الصيني الأربعاء في تنفيذ مهمته على سطح القمر من دون عقبات، بعدما حطّ عليه بهدوء، إذ استهلها بإحداث ثقب فيه تمهيداً لمحاولة جمع عيّنات منه للمرة الأولى منذ 40 عاماً.
وتُعتبر هذه المهمة دقيقة جداً من الناحية التقنية، ومن شأن نجاحها أن يشكّل انجازا فضائياً جديداً للصين التي حقّقت مطلع العام 2019 إنجازاَ علمياَ غير مسبوق بعدما حطّت مركبة تابعة لهذه المهمة على جزء من القمر تتعذّر رؤيته من الأرض.
وأنجز المسبار صباح الأربعاء عمليات ثَقب سطح القمر، وسيباشر "من الآن فصاعدا" جمع العيّنات وفق ما هو مقرر، على ما ذكرت وكالة "سي إن إس إيه" للأنباء.
وتقوم مهمة المسبار "شانغي 5" على جمع عينات من الغبار والصخور القمرية يصل وزنها إلى حوالى كيلوغرامين، خصوصاً عبر سبر السطح إلى عمق مترين.
ومن المرجّح أن تساعد هذه العيّنات العلماء،بعد أن يتولوا تحليلها، في تحسين فهم تاريخ القمر.
وفي حال تمكّن المسبار من العودة بالعينات إلى الأرض، ستصبح الصين ثالث دول تحقق هذا الإنجاز بعد الولايات المتحدةوالاتحاد السوفياتي السابق.
وكانت آخر محاولة سوفياتية بواسطة مركبة "لونا 24" غير المأهولة العام 1976، وقد أنجزت بنجاح.
وأبرزت محطة التلفزيون الرسمية "سي سي تي في" ما تتطلبه العملية من درجة عالية من التقنية، إذ وصفت مهمة "شانغي 5" بأنها واحدة "من أكثر المهام دقّة" في تاريخ برنامج الفضاء الصيني.
وعرضت "سي سي تي في" تسلسلاً قصيراً يظهر المسبار الذي يبلغ وزنه 8,2 أطنان وهو يحطّ على سطح القمر. وبدا مسؤولو البعثة يصفقون أمام شاشات المراقبة وقد غطوا وجوههم بكمامات.
وظهرت على شاشة عملاقة الصور الأولى التي أرسلها "شانغي 5"، ويبدو فيها مشهد رمادي اللون تتناثر فيه الحفر على سطح القمر.
وهنأ المدير العلمي لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) توماس زوربوتشن الصين بالهبوط الناجح للمسبار.
ولاحظ عبر "تويتر" أنها "مهمة غير سهلة". وأضاف "نأمل في أن يتمكن الجميع من درس هذه (العينات) الثمينة التي قد تكون مفيدة للمجتمع العلمي الدولي".
وكان "شانغي 5" أطلق في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت من جزرن هاينان الإستوائية في جنوب الصين، ودخلت مدار القمر السبت بعد رحلة استغرقت 112 ساعة.
ويفترض أن تصل هذه العينات إلى الأرض خلال كانون الأول/ديسمبر، في منغوليا الداخلية (شمال الصين). ولكن قبل ذلك، سينفذ المسبار عملية تقنية محفوفة بالمخاطر.
فخلافاً للبرنامج السوفياتي "لونا 24" عام 1976 الذي تولى بموجبه المسبار مباشرة العودة بالعينات من القمر إلى الأرض، ستستخدم الصين طريقة أكثر صعوبة.
ما سيجمعه المسبار سيوضع أولاً في وحدة الصعود (التي سيتعين عليها تالياً العودة إلى مدار القمر) قبل نقلها إلى الكبسولة التي ستعود إلى الأرض.
وإضافة إلى أهميتها العلمية، تتيح هذه العملية الطموحة للعملاق الآسيوي اختبار تقنيات جديدة ضرورية لتحقيق مشروعها المتمثل في إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2030.
وهذه ليست المرة الأولى ترسل الصين مركبات إلى القمر في إطار برنامج "شانغي"، وهو اسم إلَهة القمر بحسب الميثولوجيا الصينية.
فقد سبق أن أرسلت الصين إلى القمر روبوتين صغيرين مسيّرين حملا تسمية "أرنب اليشم" في العامين 2013 و2019.
وتستثمر الصين مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي بغية اللحاق بأوروبا والولايات المتحدة وروسيا وقد أرسلت أول رائد فضاء صيني في العام 2003.
وفي حزيران/يونيو الفائت، أنهت الصين كوكبة نظامها الملاحي "بايدو"، منافس نظام "جي بي إس" الأميركي.
كذلك أطلقت الصين خلال الصيف الفائت مسباراً آخر في رحلة طويلة إلى المريخ تستمر شهوراً عدة. وتطمح الصين إلى إنزال روبوت صغير مسيّر على الكوكب الأحمر خلال السنة المقبلة.
فمن المقرر بدء تجميع محطة الفضاء الصينية هذه السنة على أن ينجز في 2022. وستصبح الصين بذلك ثالث بلد في العالم يبني بوسائله الخاصة محطة كهذه بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.