استضاف الصالون الثقافي لنقابة الأطباء، الروائى الدكتور محمد المنسي قنديل لمناقشة رواية "طبيب أرياف"، التي
تحكي جزءا من سيرة ذاتية له وهو أحد أهم الروائين المعاصرين وأحد أعضاء قائمة
الأطباء الأدباء الروائين وهي قائمة طويلة يربط أعضائها بين الطب والأدب من حيث
تشخيص أوجاع البشر.
فى البداية عبر الدكتور المنسى قنديل عن
سعادته ورهبته لوجوده فى دار الحكمة حيث قال: "على الرغم من إجرائي عشرات
الندوات من قبل، لكن أصابنى الرعب حينما دعيت لدار الحكمة بيتى الأول وبين زملائي
الأطباء الذين مر أغلبهم بتجربة "طبيب أرياف" وأتوقع منهم قراءة
مختلفة للرواية، التي كان من المفترض أن تكون ثاني رواية فى مسيرتى الأدبية لكنها
تعطلت كثيرا بعد الرواية الأولى "إنكسار الروح".
وتابع: "ما بين التشخيص
الطبي والأدبي علاقة وثيقة لأن المجال واحد وهو الإنسان فإذا كان الطبيب يشخص
من ناحية مادية وبيولوجية كأعصاب وهرمونات، فأن الأديب يتناول الإنسان من
الناحية المعنوية كإحساس ومشاعر وعواطف فالأثنين يكملان بعضهما البعض".
وأضاف قنديل، أنه من المفترض أن يكون
للطبيب نظرة أعمق وأشمل للنماذج الإنسانية لأنه يعرف العوامل البيولوجية وراء كل
تصرف إنساني، فإن دراسة الطب تضيف عمق ومعرفة، ولذلك يلجأ كثير من الأطباء
للأدب لأنهم يجدون فيه استثمار لخبراتهم.
وعن مدى إرتباطه واشتياقه للمهنة يقول
المنسي قنديل: "الطب مهنة صعبة لاتقبل مهن صغيرة بجانبها فكرت كثيرا فى العودة للممارسة ولكن تراجعت
لأن الطبيب لابد وأن يكون مواكبا لكل جديد خاصة أن الطب محتاج إعداد جيد لذا
أكتفى بمكاني المتواضع كأدي".
مشيرا إلى أن "طبيب أرياف"
استمرت الكتابة فيها لخمس سنوات قام خلالها بإطلاق روايات أخرى، إذ يقول
"قررت أن استثمر عزلة الكورونا ورجعت لتجربتي كطبيب أرياف وكانت تفاصيلها
كثيرة وحية فى ذهني وهي فرصة لتسليط الضوء على الرعاية الصحية فى الريف، حيث
الطبيب هو الملجأ الوحيد للناس فى القرية
إذ أغلقت أمامهم السبل" .
كما يستعرض محمد المنسي قنديل في رواية
"طبيب أرياف" تجربة طبيب يكتشف أن القوانين البدائية مازالت سائدة،
وأن هناك سلطة مطلقة تعتمد عليها وتستمد قوتها من جذور بعيدة. وصور كيف للقرية أن تختزل العالم، ويتصارع فيها البشر والغجر والقوى
الحاكمة، وتمتلىء ذاكرتها الخفية بطبقات الزمن المصرى المتراكم.
ورغم أن أعمال المنسي قنديل تحظى
بخصوصية المشهد فى تجسيد رائع يجعل الشخصيات بارزة وحية وتجعلها عمل أسهل للتحول إلى
عمل سينمائي إلا أنه عبر عن عدم سعادته ببعض أعماله عندما تحولت إلى مسلسلات.
جدير بالذكر أن المنسي قنديل من مواليد
المحلة الكبرى عام 1949، تخرج فى طب المنصورة عام 1975 وتم تكليفه فى ريف المنيا
لمدة عام ونصف وهي الفترة التى استمد منها خبراته لكتابة الرواية الأخيرة"طبيب
أرياف" وانتقل للعمل بالتأمين الصحي بالقاهرة قبل أن
يعتزل الطب ويتفرغ للكتابة
، له
العديد من الأعمال الروائية الطويلة والقصيرة وكتب للاطفال . وتم
تحويل بعض أعماله لمسلسلات مثل رواية "يوم غائم فى البر الغربي" التى أصبحت
مسلسل "وادي الملك" ومسلسل "أنا عشقت" عن رواية بنفس الاسم.