أظهرت دراسة بحثية هندسية أصدرتها جامعة بيروت العربية في لبنان، أن التفجير المدمر الذي وقع داخل ميناء بيروت البحري في 4 أغسطس الماضي، ناجم عن انفجار 5ر20% فقط من كميات مادة نترات الأمونيوم المقدرة بـ 2750 طنا كانت مخزنة في أحد مستودعات الميناء.
وأجريت الدراسة بالتعاون بين كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية ومديرية الهندسة في الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن فريق العمل عكف على تحديد كمية المواد المنفجرة ودور مبنى صوامع تخزين القمح والحبوب الذي يقع بداخل ميناء بيروت البحري، في تبديد جزء من قوة الموجة الانفجارية.
وخلصت الدراسة إلى تحديد مركز الانفجار مما يؤشر إلى توزيع نترات الأمونيوم المخزنة داخل مستودع التخزين، وأن الكمية المنفجرة أقل بكثير من إجمالي الكمية الأصلية وهي تعادل 220 طنا من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار أو ما يوازي 564 طنا من نترات الأمونيوم وتشكل هذه الكمية 5ر20% من إجمالي الكمية المخزنة المقدرة بـ 2750 طنا.
وذكرت أن مبنى صوامع تخزين الحبوب بدد نسبة ضئيلة من إجمالي الطاقة الصادرة عن الانفجار (11ر0% تقريبا) الأمر الذي يقطع أن المبنى لم يشكل حاجزا مؤثرا في سبيل امتصاص طاقة موجة الصدم، وبالتالي لم يكن وجوده فعالا في حماية جزء من العاصمة بيروت من شدة الانفجار.
وأكدت الدراسة أن الجزء المتبقي من مبنى صوامع التخزين تعرض لأضرار إنشائية كبيرة عند مستوى القاعدة والمستوى العلوي، ويعد غير مستقر إنشائيا ولا يصلح لإعادة الاستعمال إلا بعد إنجاز أعمال تدعيم وتقوية جذرية.
ووقع انفجار مدمر بداخل ميناء بيروت البحري في 4 أغسطس الماضي جراء اشتعال النيران في 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار والتي كانت مخزنة في مستودعات الميناء طيلة 6 سنوات، الأمر الذي أدى إلى تدمير قسم كبير من الميناء، فضلا مقتل نحو 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وتعرض مباني ومنشآت العاصمة لأضرار بالغة جراء قوة الانفجار على نحو استوجب إعلان بيروت مدينة منكوبة.