رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«احترام الآخر».. كتابٌ يحبه أبنائي!

3-12-2020 | 17:41


أحمد محمد توفيق

في حقيبة أبنائي المدرسية كتابٌ جديد رائع يحبونه، يتمُ تدريسه لأول مرة في مصر هذا العام، هو كتابُ "القيم واحترام الآخر"، الذي أراهنُ أنه بات الأهم بين مجموعة الكتب التي تُثقل الحقيبة بصورة تفرض معاناة على كاهل الطلاب.

 

الكتابُ الذي يحملُ عنوان "معاً نبني"، والذي بدأ يدرسُه طلاب الصف الثالث الإبتدائي هذا العام، جاء بأمر مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، استجابة لنداء طفل من ذوي الهمم، ليصدر في نسخة مُحببة تُحقق أهدافه، بنص منضبط، وطباعة جاذبة، وألوان زاهية، وقالب قصصي أبطاله شخوص يحمل كل منها سمات الاختلاف عن الآخر، يُشكلون صورة المجتمع.

 

"معاً نبني" كتابٌ له أهمية كبيرة، فقد خرجت مصر في 30 يونيو 2013 من نفق مُظلم كاد يدفعها نحو مسارٌ قاتم على يد جماعة أخطر سماتها أنها منغلقة على ذاتها، لا تحترم الآخر، تستوعب فحسب من يعتنق مبادئها ويؤدي فروض بيعتها، لتعود مصر الحديثة وطناً يحترم أبناؤه الاختلاف في الفكر والمعتقد، شريطة تجنب اللجوء إلى العنف، أو الإضرار بمصالح المجتمع والدولة، على النحو الذي سعت إليه هذه الجماعة المنبوذة من المجتمع.

 

"معاً نبني" كتابٌ يُعلم الأطفال في سن مبكر، كيف يحترمُ الآخر، ويستوعب الاختلاف، لنعيد إنتاج أجيال لا تؤمن بضرورة أن نكون نسخاً متطابقة، تتشابه في كل شيء، فالاختلافُ رحمة وميزة، تُساهم في ثراء الوطن بأجناسه وأفكاره، وهكذا تقام الحضارات، وأيضا ليدرك الأبناء أنه لا يجوز أن يُسيئ أحدٌ لآخر لكونه لا يتفق في رأي معين، أو يختلفُ عنه في لون البشرة، ونمط الشعر، وحجم الجسم، أو أية علامات مميزة في الهيئة، لتكون خطوة هامة نحو العيش في سلام وهدوء دون أن يزعج أحد الآخر.

 

"معاً نبني" كتابٌ هام، أتمنى أن لا يلقى مصير كتاب مثل "التربية القومية"، الذي ورغم قيمة ما يحمله منى معاني ودروس، لا يتم الالتفات إليه، فقط لكون درجاته "خارج المجموع"، فلتكن مادة "القيم واحترام الآخر" مادة تضاف علاماتها إلى مجموع أعمال السنة، كي يكون هناك حافز لدراستها واهتمام المعلمين والطلاب بها، كي لا تتحول دروس هذه المادة الهامة إلى سطور تقرأ دون فهم، وكتاب يثقل حجم الحقيبة المدرسية دون أن دون يزيد من الأفكار في عقل كل طالب، والقيم في قلبه.

 

"معاً نبني" كتاب لا ينبغي أن يتوقف أثره وتأثيره عند سور المدرسة، بل يكون أسلوب حياة، وسلوك ممتد لدى هؤلاء الطلاب حتى يكبروا ويصبحون أعضاء فاعلين في المجتمع، كما أن مسئولية ربط الطلاب بقيم وأفكار هذه المادة العظيمة، لا تقتصر على المعلم، فدور الأسرة هام جداً، في تعزيز إلتزام الأبناء بالقيم ومبادئ إحترام الآخر، فهذه المادة ترسخ لحقيقية أن التربية تسبق التعليم كما هي في اسم الوزارة وشعارها وعقيدتها.


وأخيراً.. أزعجني ما رأيت خلال الأيام الماضية من ظاهرة مرتبطة بعدم احترام الآخر، والعصبية السائدة لأسباب كروية، وهي فريق فائز لا يحتفي جماهيره بلاعبيه والإنجاز الذي تحقق، بقدر ما أخذوا ينتقصون من قدر المنافس، لنسمع عبارات تجعل هذا النادي "فوق الجميع"، أو "أسياد القارة" وهي عبارات عنصرية غير محببة، تُفقد الرياضة قيمتها ورسالتها القائمة على المنافسة الشريفة، والروح الرياضية، واستيعاب أنه كما أن هناك فائز، فهناك خاسر، وهي القيمة التي ينبغي أن نغرسها في قلوب أبناءنا، ليُدركوا أن عليهم بذل الجهد، وترك رياح القدر تدفع أشرعة السفينة حيث شاءت.