أزمة الطلاق تهدد المجتمع المصري.. وخبراء إعلام: مؤسسات التنشئة الاجتماعية مطالبة بتفعيل دورها.. وبرامج المرأة «ثرثرة» تفتقد المتخصصين.. بعض الأعمال الدرامية تعرض بدون تدقيق
أجمع خبراء الإعلام
على افتقاد البرامج الأسرية الهادفة، والتي
كانت تساهم في بنقل التجارب والخبرات التى تفيد كل الشباب خاصة المقبلين على
الزواج، ما يمنع انزلاقهم نحو أزمة الطلاق، مؤكدين أن الإعلام فى السابق كان يتمتع
بوجود برامج متخصصة تخاطب الأسرة والمرأة، إلا أن هذا النوع من البرامج لم يعد
موجودًا واقتصرت برامج المرأة على الثرثرة فقط ولا تحتوى على متخصصين .
وأوضح الخبراء
أن الإعلام يلعب دور فى مواجهة انتشار ظاهرة الطلاق فى المجتمع، والتي كشف الجهاز
المركزي للإحصاء، عن ارتفاعها لأعلى نسبة خلال الـ50 عاما الماضية.
دور مؤسسات
التنشئة الاجتماعية:
أكدت الدكتور
ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا، أن هناك مسئولية تقع على
كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، للحد من ظاهرة الطلاق، بدًا من الأسرة إلى المجتمع
نفسه، وكذلك الإعلام.
وأضافت أن الاعلام
فى السابق كان يتميز بوجود برامج متخصصة تخاطب الأسرة والمرأة كانت تهتم بنقل
التجارب والخبرات التى تفيد كل الشباب خاصة المقبلين على الزواج، إلا أن هذا النوع
من البرامج لم يعد موجودًا، واقتصرت برامج المرأة على الثرثرة فقط ولا تحتوى على
متخصصين مثل علماء النفس أو الاجتماع او حتى الخبراء الأسريين، وبالتالى لم يعد
هناك برامج قيمة تفيد فى تكوين الأسرة.
وأشارة
"عميد إعلام القاهرة سابقًا" إلى أن الدراما العائلية التى تشدد على
أهمية ونشر الترابط العائلى، أصبحت مفقودة فى الخريطة الموجودة الآن لافتة إلى أن
اعتماد المجتمع الآن على وسائل التواصل الاجتماعى بل ويقومون بمتابعة شخصيات غير
متخصصة وتقدم نصائح خطيرة كذلك انتشار الجروبات الخاصة بالمطلقات، واللاتي يقمن
بتحريض بعضهن بعض، وبالتالى يجب أن يكون الإعلام مسئولا ويقدم دورًا ليس فقط من
خلال الدراما الهادفة التى ترد على مايرد فى وسائل التواصل من مفاهيم خاطئة، بل ان
يقوم بفضح ويكشف للشباب والشبات مدى خطأ متابعة ذلك.
وشددت ليلى عبد
المجيد على أهمية التوعية التى يجب أن تقوم بها وسائل الإعلام المهنية سواء من
خلال البرامج أو المواد التى تقدمها لمواجهة مسائل الأسرة، كذلك يجب أن يقوم
الإعلام بتوجيه الآباء والأمهات بتربية أولادهم على المسئولية، حتى لا تكون كلمة
الطلاق هى الحل لأول مشكلة تقابلهم بعد الزواج.
غياب البرامج
الدرامية الهادفة:
أكد الدكتور
محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الإعلام يلعب دورًا
فى مواجهة انتشار ظاهرة الطلاق فى المجتمع لافتا الى أن دوره ينقسم إلى مستويين.
وأوضح "علم
الدين" الأول المباشر وهو مناقشة القضية بشكل تحليلى متعمق وطرحها للنقاش
بواسطة الخبراء وبواسطة المضاريين من الأزمة، والثاني وهو المستوى الاخطر (غير
مباشر ) من خلال الدراما والأشكال الإبداعية المختلفة، وهى الأكثر تأثيرًا.
وأضاف أستاذ
الإعلام أن الدراما التى تخاطب الطلاق تعرض أحيانا بدون تدقيق ووعى، وبالتالى يكون
لها تأثيرات سلبية، لافتا إلى ضرورة مواجهة الأنماط السلبية التى تنشرها وسائل
السوشيال ميديا مثل تكوين علاقات خارج خارج نطاق الأسرة.
وأشا "علم
الدين" إلى أن هناك شبه غياب لبرامج الأسرة والمرأة وبرامج الأطفال باعتبارهم
نواة الأسرة فيما بعد، فهذه البرامج تعمل على توعية الأسرة وكيفية استمرارها بشكل
سوى سليم.