رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الإحصاء» يدق ناقوس الخطر بعد ارتفاع حالات الطلاق.. «الأزهر» يواجه الظاهرة بحملة «عاشروهن بالمعروف».. والدعاة: التوعية وتقوية الوزاع الديني الحل لمواجهتها

3-12-2020 | 20:41


أرجع عدد من الدعاة زيادة عدد حالات الطلاق في مصر لمجموعة من الأسباب التي تحتاج إلى دراسة وتحليل لكشف الأسباب التي أدت لتفاقمها بهذا الشكل ومنها، اختلال منظومة القيم خلال الفترة الأخيرة في  المجتمع المصري بسبب بعض العادات الغريبة التي طرأت على المجتمع، بجانب العامل الاقتصادي الذي تسبب في ظهور الكثير من المشكلات الأسرية والخلافات بين الزوجين.

 

وأضاف الدعاة أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور في تفاقم الظاهرة، حيث إنها أدت إلى التباعد الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة، وبات كل فرد يعيش في عالم منعزل، مما أدى إلى غياب التفاهم ولغة الحوار بين الأزواج.

 

وكشف الجهاز المركزي للتعبئة العامـة والإحصاء، عن أرقام مفزعة حول عدد حالات الطلاق في مصر خلال عام 2019، حيث ارتفع عدد الحالات ليبلغ 237 ألفا و748 حالة بنهاية العام، منها 11 ألفا و819 بأحكام طلاق نهائية.

 

وأعلن الجهاز أن هناك تصاعدا تدريجيا في ارتفاع الحالات التي بدأت بـ65 ألف حالة طلاق عام 2006، وبلغت211 ألف حالة عام 2018، إلى أن بلغت 237 ألفا و748 حالة بنهاية عام 2019.

 

ولمواجهة الظاهرة الاجتماعية التي تهدد المجتمع، أطلق الأزهر الشريف، حملة بعنوان "وعاشروهن بالمعروف" للحد من نسب الطلاق في البلاد، وذلك عقب إطلاقه لحملة توعوية بعنوان "لم الشمل"، لمواجهة هذه الظاهرة المقلقة.

 

وتصدرت حالات الخلع ترتيب أعداد الطلاق بأحكام، بعدد 10 آلاف و447 حالة، يليها 777 حالة طلاق لأسباب أخرى، ثم حالات الطلاق بسبب الإيذاء بعدد 563 حالة، و13 حالة بسبب الأمراض، و11 حالة بسبب الخيانة الزوجية، و4 حالات بسبب حبس الزوج، و3 حالات لغياب الزوج، وحالة واحدة فقط بسبب تغيير الديانة.

 

دورات تدريبية للمقبلين على الزواج


علق الدكتور أحمد ترك، أحد علماء الأزهر الشريف على تقرير الجهاز المركز للتعبئة والإحصاء، والذي أكد على ارتفاع حالات الطلاق في مصر ليصل إلى أكثر من 237 ألف حالة، مؤكدا أن التصدي لهذا الظاهرة يتطلب وقفة اجتماعية قبل أن تكون من منظور ديني، مؤكدا ان منظومة القيم تعرضت لهزة عنيفة.


وأكد «تركي»، فى تصريحات لـ«الهلال اليوم»، أن الشاب والفتاة يدخلان الحياة الزوجية بدون سابق خبرات، ولا يعرفان عن الحياة الزوجية سوى الحب، والحياة الوردية التي تصورها الدراما العربية، وفى النهاية يصطدمان بالواقع فتحدث مشكلات لا حصر لها.


وأشار إلى أن نقل الخبرات الحياتية من الآباء إلى الأبناء أصبحت ضعيفة، بسبب فتور العلاقة الذي نتج عن دخول مكونات جديدة وغريبة على المجتمع المصري، مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي جعل أفراد الأسرة الواحدة يعيشون في عزلة، موضحا أن الحكمة باتت في أزمة، ومن ثم وجب علينا سد هذه الثغرة والعمل على حلها.


ونادى الداعية الإسلامي بضرورة تفعيل قانون سريع وعاجل يلزم المقبلين على الزواج بالحصول على دورات تدريبية في كيفية إدارة المنزل، وإدارة نمط الحياة الزوجية، وفهم طبيعية لكلا الزوجين للآخر، وكيفية حل المشكلات، مشددا على ضرورة وجود جهات محترفة لتدريب المقبلين على الزواج خلال هذه الدورات.


التوعية دينية ومجتمعية


قال الشيخ أحمد البهي داعية الإسلامي إن ارتفاع حالات الطلاق بات ظاهرة تحتاج إلى الدراسة والتحليل بسبب التصاعد الملفت في أعداد حلات الطلاق في مصر.


وأضاف البهي فى تصريحات لـ«الهلال اليوم»، إن هذه الظاهرت استرعت انتباه الرئيس السيسي منذ 3 سنوات، إبان إثارة قضية الطلاق الشفوي، وهو ما أدي بالمسئولين لمطالبة رجال الدين ببحث هذه الظاهرة، والعمل على إيجاد حلول لها.


وأكد "البهي" أن حل هذه المشكلة من منظور ديني ومجتمعي يتطلب تغيير سلوكيات الناس، وهو ما يتطلب تضافر جهود علماء الدين والاجتماع من أجل الوصول لحل لهذه المشكلة، مضيفا إنه ينبغى على المقبلين على الزواج تصحيح مفهومهم عن الزواج، من خلال الاختيار المناسب المبني على أسس دينية وعقلية واجتماعية واحدة.


وطالب بتوفير دورات مشتركة بإشراف علماء الدين والاجتماع وعلم النفس والطب، والتربية، للمقبلين على الزواج، من أجل إعدادهم بالشكل الأمثل، من أجل البدء فى حياة زوجية سليمة، قوامها المحبة والود والرحمة والتفاهم.


ضعف الوزاع الديني وغياب القدوة

قال الشيخ محمد علي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن ارتفاع حلات الطلاق إلى أكثر من 237 ألف حالة خلال 2019، يعد رقما مخيفا، يرجع إلى عدة أسباب منها ضعف الوزاع الديني لدى الزوجين، وهو ما يتطلب تقويته والاهتمام باالتوعية الدينية عن طريق الإعلام والمؤسسات الدينية.


وأضاف علي، فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن المولى عز وجل سمى الواج بالـ«الميثاق الغليظ»، التي لم يطلقها على سوى على ميثاق الأنبياء، وميثاق الحياة الزوجية، حيث قال: «وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض، وأخذن منكم ميثاقا غليظا".


وشدد الداعية الإسلامي، على ضرورة ترابط الأسرة والمجتمع، والعودة إلى دور القدوة في التوفيق والإصلاح بين الزوجين.


وألمح إلى دور بعض وسائل الإعلام والدراما الهدامة التى تحض علنا على الطلاق، وتشجع على النشوز على الزوج، كما تحرض الزوج على زوجته، مطالبا بوجود وسائل إعلام وتوعية بناءة من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج الحوارية التي تحض على التوعية والبناء لا على الهدم.


وأشار محمد على، إلى أن ضعف الحالة الاقتصادية تلعب دورا كبير فى زيادة معدل حالات الطلاق، خاصة مع ظهور جائحة كورونا، مطالبا بضرورة إيجاد مشاركة بين الزوجين، وزيادة الرضا والمحبة بينهما، وهو ما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الحفاظ على الأسرة، واستمرار الحياة الزوجية، والابتعاد عن "أبغض الحلال".