بدأت موسكو السبت حملة تلقيح تشمل العمال الأكثر تعرضا للإصابة بفيروس كورونا المستجد في عيادات افتتحت مؤخرا في أنحاء العاصمة، بينما يقترب عدد الإصابات بكوفيد-19 من 2,5 مليون، رابع أكبر حصيلة بين دول العالم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب الأربعاء من مسؤولي الصحة بدء حملة تلقيح على نطاق واسع الأسبوع المقبل، مضيفا أن روسيا انتجت ما يقرب من مليوني جرعة من "سبتونيك في".
وأكد بوتين أن "الصناعة والبنى التحتية باتت جاهزة" في روسيا التي تعد رابع الدول الأكثر تضررا بانتشار الوباء بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل.
وأعلن مسؤولو الصحة السبت تسجيل 28 ألفا و782 إصابة جديدة وهو رقم قياسي يومي، يرفع الحصيلة الوطنية إلى مليونين و431 ألف و731 حالة، منذ بدء تفشي الوباء.
وكانت روسيا أول دولة تعلن عن تطوير لقاح هو "سبوتنيك في"، نسبة للقمر الاصطناعي في الحقبة السوفياتية، في آب/أغسطس ولكن قبل بدء مرحلة التجارب السريرية النهائية.
وأعلن مطورو اللقاح في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن النتائج المرحلية أظهرت أن اللقاح فعال بنسبة 95 بالمئة.
وقال مسؤولو الصحة إنهم افتتحوا سبعين مركزا للتلقيح ضد الفيروس في العاصمة الروسية، ستقوم في مرحلة أولى بتقديم اللقاح لعمال الصحة والتعليم والعاملين الاجتماعيين.
وأوضح مسؤولون أن "المواطنين من المجموعة الرئيسية المعرضة للخطر والذين بسبب نشاطاتهم المهنية يتواصلون مع عدد كبير من الناس، يمكن أن يتم تلقيحهم".
واللقاح يستخدم نوعين مختلفين من ناقلات الفيروس الغدية البشرية ويتم إعطاؤه على جرعتين بفارق 21 يوما.
وأعلنت موسكو أنه مجاني لجميع الروس وأن التلقيح سيكون اختياريا.
وقال مسؤولو الصحة إنه في المرحلة الأولى لحملة التلقيح في موسكو، لن يكون اللقاح متاحا للعمال الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاما أو الذين يعانون من أمراض مزمنة والحوامل أو المرضعات.
ولم يحددوا متى سيكون اللقاح متوفرا لعامة الناس على نطاق أوسع.
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الجمعة أن أكثر من خمسة آلاف شخص تسجلوا لتلقي اللقاح خلال الساعات الخمس الأولى من فتح باب التسجيل على الانترنت.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أمام أحد مراكز التطعيم السبت، طوابير من الناس ينتظرون دورهم.
وقال أحد المواطنين ويدعى سيرغي بوسلاييف (42 عاما) ويعمل في مجال التأمين إنه "حريص على ألا أصاب أنا أو أحبائي بفيروس كورونا المستجد". وأضاف "أريد أن أتمكن من العودة إلى النادي الرياضي مع ضمان السلامة، وأن أعيش حياتي بشكل طبيعي مجددا".
وعلى الرغم من تزايد عدد الإصابات لم تفرض روسيا إجراءات عزل قاسية على غرار تلك التي فرضت في بعض أجزاء أوروبا، واكتفت باتخاذ تدابير في بعض المدن الكبرى.
وبدلا من ذلك علق المسؤولون الأمل على اللقاحات للحد من الجائحة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي عن حملة تلقيح واسعة في صفوف الجيش بهدف تحصين أكثر من 400 ألف عسكري بينهم 80 ألفا بحلول نهاية العام.
وأظهر استطلاع أجرته وكالة ليفادا الروسية مؤخرا أن 36 بالمئة فقط من الذين شملتهم الدراسة، على استعداد لتلقي لقاح فيروس كورونا المستجد.
وأسفر الوباء عن وفاة أكثر 1,5 مليون شخص في العالم وإصابة أكثر من 65 مليونا تقريبا منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهوره أواخر كانون الأول/ديسمبر، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس الجمعة.