«أجاثا كريستى».. ملكة الرواية البوليسية
أجاثا كريستى كاتبة بريطانية شهيرة، وتعرف بملكة الرواية البوليسية، وكتبت ما يزيد عن الستة والستين رواية بوليسية وأربعة
عشر مجموعةً قصصيةً، وإضافةً إلى عدد من المسرحيات.
وولدت الكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا
كريستى فى عائلة من الطبقات المتوسطة العليا فى المجتمع البريطانى، وكانت الشقيقة الأصغر
بين أربعة شقيقات، وتلقت فى طفولتها تعليمًا منزليًا، وبعد وفاة والدها، أُرسلت فى السادسة
عشر من عمرها إلى باريس لدراسة العزف على البيانو والصوتيات.
وبعد عودتها من باريس، رافقت أمها المريضة
في رحلة إلى القاهرة، ثم تابعت بعد عودتها كتابات كانت قد بدأتها سابقًا، وقوبلت أعمالها
بالرفض في البداية لرداءتها، لكنها سرعان ما وضعت قدمها على طريق الشهرة في روايتها
"قضية ستايلز الغامضة" أو "The Mysterious
Affair at Styles"،
ومعها خرجت بشخصية المحقق البلجيكي الشهير هركل بوارو.
وتعد والدتها المؤمنة بقدرات أطفالها، هي صاحبة الفضل في إتجاه أجاثا إلى الكتابة والتأليف، حيث بدأت بكتابة مقطوعات
من الشعر، ثم الروايات الطويلة ذات الأحداث المختلطة والمزدحمة بالاحداث، ولاقت أجاثا
الدعم والتشجيع من والدتها للدراسة والتعليم التقليدي في البيت، حسب ما كان متعارفا
في ذلك العصر، بإحضار معلمين للبنات في البيت.
قدمت أجاثا كريستي، حوالي 66 رواية بوليسية،
و 14 مجموعة قصصية، منهم رواية "انتقام العدالة"، "ذاكرة الأفيال"،
"إعلان جريمة"، "الأجوف"، "لم يبق منهم أحد" و"مقتل
روجر"، ومن الأعمال المسرحية "القهوة السوداء" و"موعد مع الموت".
"ثم لم يبق منهم أحد" واحدة
من أهم روايات أجاثا كريستي على الإطلاق، نشرت أول مرة في عام 1939، في بريطانيا، وكانت تسمى أيضا "عشرة هنود صغار" أو "عشرة
زنوج صغار" وهو الاسم الأصلى للرواية، باعت أكثر من 100 مليون نسخة
من الرواية، ما يجعلها في المرتبة السابعة ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا حول العالم،
وهي رواية تحقيق وجريمة تدور أحداثها حول عشرة أشخاص غرباء وصلتهم دعوة غريبة خادعة
إلى جزيرة بعيدة عن شاطئ ديفون الذي يقع جنوب إنجلترا، بعد أن يصل جميع الأشخاص إلى
الجزيرة ويجتمعوا يسمعون تسجيلًا صوتيا لصاحب الدعوة كما يبدو، حيثُ يقول بأنهم جميعا
مذنبون لارتكابهم جرائم عديدة، ولا يستطيع القانون أن يحاسبهم على جرائمهم، مثلا كان
مارستون أحد المدعوين قد دهس طفلين وتسبب بموتهما بسبب تهوره في القيادة، السيدة والسيد
روجر كانا قد أهملا العناية بمريض عمدا، وأرجريف حكم على شخص بريء بالإعدام، آرمسترونغ
قتل مريضةً أثناء إجراء عملية جراحية لأنه كان ثملا والبقية كذلك كل شخص متهم بجريمة
قد ارتكبها.
و"مقتل روجر أكرويد" إحدى أهم
روايات أجاثا كريستي على الإطلاق، والتي نشرت في عام 1926، وهي رواية جريمة
وتحقيق كمعظم رواياتها، وتعد من أكثر روايات كريستي شهرة وإثارة للجدل بسبب نهايتها
شديدة الالتواء، وقد كان لها تأثير كبير على كتاب الجرائم من بعدها، تدور أحداث الرواية
في قرية متخيلة تدعى كنغر أبوت تقع في إنجلترا، تبدأ بموت السيدة فيرارز الأرملة الثرية
منتحرة بسبب ابتزاز يمارس عليها من قبل شخص يعرف بأنها قتلت زوجها، لكنها قبل أن تنتحر
ترسل إلى السيد روجر أكرويد رسالةً، وكان قد تقدم لخطبتها وأحبها وفي هذه الرسالة تخبره
بهوية الشخص الذي يبتزها، لكن روجر يقتل ليلة وصول الرسالة إليه، وتشير الشبهات إلى
جميع المحيطين به ومن بينهم ابنه المتبنى رالف باتون، ويبدأ المحقق بوارو بالعمل في
مهمته الجديدة والكشف عن هوية القاتل الحقيقية، وفي قضية متشابكة ومعقدة تتداخل فيها
الكثير من الأحداث يتوصل في النهاية إلى القاتل رغم كل شيء.
وتقول موسوعة چينيس للأرقام القياسية إن روايات أجاثا كريستي هي الأكثر مبيعاً في العالم، وإن ملياري نسخة من رواياتها البوليسية بيعت على مستوى العالم.
وتوفيت أجاثا كريستي بسبب المرض والشيخوخة
في 12 يناير عام 1976، وهي في عمر الـ85 عاما، وتم دفنها في الباحة الأمامية لكنيسة جولسي الإنجليزية في مدينة أوكسفورد
شاير.