لوحة فى سطور: «جيرنيكا».. معاناة إسبانية
ترصد لكم «الهلال اليوم» أبرز المعلومات عن لوحة «جيرنيكا»، التى تعد واحدة من أهم وأشهر الأعمال الفنية.
-تعد لوحة جيرنيكا أحد أبرز الأعمال الفنية في القرن العشرين، حيث جاءت للتعبير عن الألم الكبير الذي أصاب الشعب الأسباني في عام 1937 جراء القصف الذى تعرضت له بلدة جيرنيكا.
-ومؤخرا قدمت الأمم المتحدة اعتذارا لأسبانيا، بعد أن نسبت عن طريق الخطأ القصف المدمر لبلدة جيرنيكا عام 1937 للقوات الجمهورية الإسبانية، حسبما ذكرت المواقع الإخبارية.
-وفى الحقيقة قامت طائرات النازيين الألمان والقوات الفاشية الإيطالية بقصف هذه المدينة الصغيرة في الباسك، في شمال إسبانيا عام 1937 ولدعم تمرد الجنرال فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.
-وتعد لوحة جيرنيكا من أشهر أعمال "بيكاسو" حيث كلفت حكومة الجمهورية الإسبانية الثانية الفنان بابلو بيكاسو بإبداع لوحة جدارية لتُعرض في الجناح الإسبانى في المعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة.
-وبعد عمل 35 يوما تقريبا انتهى بيكاسو من اللوحة في أواسط يونيو 1937، وجرنيكا تعرض مأساة الحرب والمعاناة التي تسببها للأفراد، وصارت معلما أثريا، لتصبح مذكرا دائما بمآسى الحروب، إضافة لاعتبارها رمزا مضادا للحرب وتجسيدا للسلام.
-بعد الإنتهاء منها، طافت اللوحة في جولة عالمية موجزة العالم لتصبح من اللوحات الأكثر شهرة، كما أن جولتها تلك ساهمت في لفت أنظار العالم للحرب الأهلية الإسبانية.
-اللوحة تمت بأسلوب التصوير الزيتى تتكون من الألوان الأزرق الداكن، الأسود والأبيض بطول يبلغ 3.5 متر، وعرض يبلغ 7.8 متر.
-وهى معروضة الآن بمدريد في متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون، لوحة "جرنيكا" للفنان الإسباني "بابلو بيكاسو" هي واحدة من أشهر اللوحات في العالم.
- تخلد اللوحة ذكرى ضحايا مدينة "جرنيكا"، الذين ماتوا بسبب قصف الطائرات الألمانية لها وتدميرها، يوم 26 أبريل 1937.
-ومن الناحية الرمزية فكل شكل فى هذه اللوحة يشير إلي معنى عميق، فمثلا: الثور: يرمز إلي وحشية القوات النازية المخربة التي لا تحكم العقل ولا تحترم القيم الأخلاقية و الإنسانية.
-الحصان: يرمز إلي أسبانيا الجريحة ، لاحظوا التعبير على وجه الحصان و فتحة فمه وأسنانه التي تعطى إحساس رهيب بالألم والمعاناة والتفتت المختلطين بالغضب العاجز عن فعل شيئ.
-والرأس التي تصيح و الذراع الذي يحمل المصباح: يرمزان إلي الضمير الإنساني الذي يلقي الضوء على مأساة قرية "جورنيكا" ليندب ضحاياها.
-ويدعو الإنسان إلى التأمل فى كيف خلق بذاته أدوات التخريب التي يستخدمها بنفسه ليحطم حضارته، و يذبح انسانيته غير عابئ بالقيم التي من المفترض أنه بلورها عبر العصور.
-المأساة التى تعبر عنها هذه اللوحة ليست معنوية فقط ولكن أن كل خط، وكل تحريف، وكل تمويج، أراد به بيكاسو التعبيرعن هذه المأساة بلغة التشكيل ذاتها "وهو سبب قوة مكانة بيكاسو وإلهامه".
- تأملوا الأصابع التي تقبض على المصباح "اللمبة" لاحظوا أيضا المصباح الكهربائى الكبيرة التي في أعلى اللوحة - في وسط أعلى اللوحة المائل قليلا إلى اليسار.
-هذا المصباح يكسو سائر اللوحة ويغمرها بنوره الباهر في تعبيرعن أنه لابد من ضوء بعد الظلام وفي رمزية عن وجوب تسليط الضوء على هذه الفضيحة الإنسانية.
- إننا لو تأملنا في سائر الخطوط والأعين في هذه اللوحة فسنجدها كلها في حركات تتمم وتكمل بعضها البعض لتشكل صور متشابكة متتابعة لمأساة "جورنيكا".
- والحقيقة أن الرسوم التحضيرية للوحة "جورنيكا" كان عددها فوق الــ 60 رسم تحضيرى كانت قيمتها الفنية لا تقل قيمة عن اللوحة الأساسية.
- لأن كل رسم كان وراءه بحث متعمق من جانب بيكاسو في العلاقات الخطية والعلاقات بين المساحات، وإذا أخذنا نتأمل في اللوحة سوف نكتشف أننا نشاهد فيلم درامي على أعلى مستوى عن مذبحة "جورنيكا" فستكون اللوحة أكثر تعبيرا عن هذه المذبحة وتأثيرا في نفس المتلقى؛ لأنها تطلق له العنان في التخيل ومعايشة الحدث.