رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علاقات حضارية وثقافية وتاريخية تربط القاهرة وباريس.. مسيرة تعاون خلال 200 عام.. واستثمارت مباشرة وتبادل تجارى

6-12-2020 | 13:06


وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى مطار "أورلى" بالعاصمة باريس، فى أول أيام زيارته الرسمية لفرنسا، تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. 

 

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الزيارة تأتى فى إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة، حيث تشمل عقد مباحثات قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس ماكرون ستتناول كافة جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسى المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

 

وأوضح المتحدث الرسمى، أنه من المقرر أن تتضمن الزيارة كذلك لقاءات للرئيس مع رئيس الوزراء الفرنسى، وعددا من الوزراء وكبار المسئولين الفرنسيين، ورئيسى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسى، وذلك لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، بخاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية بخاصة فى المجالات الاستثمارية والتجارية فى ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة فى المشروعات القومية الكبرى فى إطار عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر.

 

وتقدم «الهلال اليوم» لمحة لقرائها الكرام عن العلاقات المصرية الفرنسية التى تقوم على أسس حضارية وثقافية وتاريخية.

 

وتجمع مصر وفرنسا علاقات على أسس وثيقة، حيث كان للبعثة العلمية التى رافقت الحملة الفرنسية على مصر السبق فى فك طلاسم حجر رشيد، وقراءة اللغة المصرية القديمة .

 

وهو الأمر الذى ساهم فى التعرف على حضارة الفراعنة، وفهم ما تركوه من كتابات على جدران المعابد وعلى المسلات، وشكّلت بعثات الطلاب المصريين إلى فرنسا ركنًا مهمًا فى بناء الدولة الحديثة فى عهد محمد على وخلفائه من الأسرة العلوية. 

 

وحافظت مصر وفرنسا على علاقات متميزة فى العصر الحديث على جميع المستويات ومختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، وفى العرض التالى نتناول خصوصية العلاقات بين البلدين وتاريخ وحاضر العلاقات على المستوى السياسى والاقتصادى والثقافى والعسكرى.

 

خصوصية العلاقات فى آخر 200 عام

تميّزت العلاقات المصرية الفرنسية بخصوصية، وظلّت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، وجعلت من العمل السياسى والدبلوماسى بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية، ويُمكن تحديد أهم جوانب هذه الخصوصية التى مرت بها العلاقات بين البلدين كما يلى :

- فترة ما بعد الحملة الفرنسية على مصر حتى حرب السويس عام 1956، حيث كانت العلاقات خلالها فيها قدر من التوتر، ولكن كانت فى مجملها من أمتن العلاقات التى أقامتها مصر مع دول أخرى. 

 

وكانت فى بداية هذه الفترة امتدادًا للفترة التى قضاها الفرنسيون فى مصر، من حيث النهضة العلمية، والثقافية، والصناعية التى بدأها محمد على .

 

- العلاقات منذ فترة حكم الجنرال ديجول حتى 25 من يناير 2011 ، وقامت العلاقات المصرية - الفرنسية، منذ تولى الرئيس عبدالناصر حتى ثورة الـ25 من يناير على التعاون المثمر، وتميّزت السياسةُ الخارجية الفرنسية، منذ فترة حكم الجنرال ديجول، مرورًا بمن خلفوه، بالتعاون الاقتصادى، والتجارى، والتقنى على المستوى الثنائى، والفهم الواعى للتطورات الإقليمية والدولية.

 

وعلى المستوى الاقتصادى تنوّع التعاون بين البلدين ما بين استثمارت مباشرة وتبادل تجارى وتمويل تفضيلى.

 

وعلى المستوى العسكرى عقدت عدد من الاتفاقيات العسكرية، وكذلك إجراء التدريبات الثنائية العسكرية كل عامين على الأراضى المصرية وتشارك الدولتين فى تدريبات بحرية تعرف بـ"كليوباترا"، وهى تقام فى الأعوام ذات الأرقام الزوجية، وأقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع على سواحل الإسكندرية فى الفترة من 8 إلى 13 ديسمبر 2012، حيث شارك الجانب الفرنسى فى هذه التدريبات من خلال الفرقاطة جان بارت والسميرية. وتُجرَى أيضًا تدريبات جوية ثنائية بين البلدين تحمل اسم "نفرتاري"، وكان آخرها التى أُجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2012.

 

وتتعاون الدولتان كذلك فى التجهيزات والمعدات العسكرية، ومنذ منتصف السبعينيات، يُوجد جزء كبير من المعدات العسكرية المصرية فرنسية الصنع من طائرات الميراج، والألفاجيت، والمروحية غازال، وأجهزة الاتصال والإشارة، وتم تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين فى مجالات التكنولوجيا، وصيانة المعدات .