رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رفعت سلام.. النهار الذي غاب عن الثقافة اليوم

6-12-2020 | 18:57


رحل عن عالمنا اليوم 6 ديسمبر 2020 الشاعر والمترجم رفعت سلام عن عمر يناهز الـ69 عاما. قد أجمع على إبداعه وإنتاجه الأدبي المثقفين من مصر والوطن العربي. وبعد تخرج رفعت سلام بحوالي 4 سنوات شارك في إصدار مجلة "إضاءة" وبعدها انسحب منها بعد صدور العدد الثالث تقريبا، وأسس مجلة "كتابات" الأدبية  والتي نُشرت على صفحاتها للمرة الأولى مصطلح "جيل السبعينات" وصدر منها ثمانية أعداد.

 وعن "كتابات" قال رفعت سلام إنها تواصلت حتى عام 1985- بالتعاون مع شعبان يوسف ومحمود نسيم وأصدقاء آخرين لثمانية أعداد، من بينهم عددان خاصان عن "شعراء السبعينيات"وحين أوقفت "كتابات" في منتصف الثمانينيات، أحس بأنه منح الفعل الثقافي الشعري العام ما يكفي من الجهد والمبادرة، وأنه آن أوان التركيز على أعماله الخاصة.

كان رفعت سلام مغرم بالشعر وكان دائما يقول إنه مفتاح العالم بالنسبة له وكان يرفض أي خصائص جامدة لقصيدة النثر، كما تميزت قصائده بتعدد الأصوات التى اعتبرها أحد أهم الأسئلة فى تجربته الفنية، وكان كأنه يشتبك مع العالم بقصائدة كما عبر ذات مرة.

أما عن دخول رفعت سلام لمجال الترجمة، فقد قال ذات مرة في حوار صحفي لجريدة القبس، إن قدماه انزلقت شيئا فشيئا، ليجد نفسه - في النهاية - مترجما للأعمال الشعرية الكاملة لـ"رامبو"، "بودلير"، "كفافيس" و"ويتمان"، وكل ما استطاع فعله هو ضبط العلاقة مع الكتابة الشعرية وألا يترجم إلا في الفاصل الزمني بين عمل شعري وآخر.

وقال الشاعر رفعت سلام ذات مرة أيضا: "إنه انجرف في الترجمة أكثر فأكثر بسبب شغفه الشديد بالشعر ورغبته في الإطلاع على الدواوين الشعرية الغربية".

في عام 2018 صدر كتاب قراءات نقدية في التجربة الشعرية لرفعت سلام، تقديم محمد عبد المطلب وإعداد وتحرير الشاعر أحمد سراج، ضمن سلسلة يعدها تحت عنوان أدب المصريين. واحتفت الأوساط الثقافية بهذا الكتاب وبتجربة سلام بشكل عام، و قد قال عنه رفعت سلام إنه إنتاج جدير بالعرفان والإمتنان.

و في عام 2019 أصيب الشاعر الكبير بسرطان في الرئة وكان عشرات المبدعين المصريين قد أصدروا مناشدات بعلاج الشاعر المصري الكبير رفعت سلام، بعد إصابته بسرطان في الرئة، قامت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، بإصدار بيان يعلن علاج الشاعر علي نفقتها باعتبارها جزء من "رد الجميل، وتبعتها مبادرات أخرى من رجال أعمال، وفي هذا السياق نظم جاليري ضي أمسية ثقافية بعنوان" سلام ينتصر" لدعم الشاعر ومساندته في مرضه".

وقد ترك لنا رفعت سلام إنتاج ثقافي غزير أجمع عليه كل المثقفين ومن أعماله: "وردة الفوضى الجميلة" 1987، "إشراقات رفعت سلاَّم" 1992، "إنها تُومئ لي" 1993، "هكذا قُلتُ للهاوية" 1995، "إلى النهار الماضي" 1998، "كأنَّها نهاية الأرض" 1999،  "حجرٌ يطفو على الماء" 2008.

كما صدر له في الدراسات: "المسرح الشعري العربي" 1986، "بحثًا عن التراث العربي: نظرة نقدية منهجية" 1990، "بحثًا عن الشعر"، مقالات وقراءات نقدية 2010

ومن ترجماته : "بوشكين: الغجر.. وقصائد أخرى" 1982، "ماياكوفسكي: غيمة في بنطلون.. وقصائد أخرى" 1985، " كربرشويك: الإبداع القصصي عند يوسف إدريس" 1987، "ليرمونتوف: الشيطان.. وقصائد أخرى" 1991،  "يانيس ريتسوس: اللذة الأولى، مختارات شعرية" 1992.

ومن الجوائز التي حصل عليها رفعت سلام، "جائزة كفافيس" عام 1993 وجائزة "أبو القاسم الشابي" عام 2018 عن ترجمة ديوان" أوراق العنب" للشاعر الأمريكي والت ويتمان.

وهكذا رحل اليوم الشاعر الكبير الذي وقع في غرام الشعر وكتبه وترجمته، بعد أن ترك لنا إرث عظيم سيظل خالدا على مر السنوات، لروحه السلام والراحة.