رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": أوروبا تتغلب على حدة الوباء بفضل إجراءات التباعد والحظر بعكس الولايات المتحدة

7-12-2020 | 10:52


 رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن أوروبا في طريقها للتغلب على شراسة الموجة الجديدة لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على عكس الولايات المتحدة التي لا تزال تعاني من وطأة الوباء بنحو يكاد يفتك بنظامها الصحي. 


واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن، نشرته على موقعها الإلكتروني، بالقول إن الوضع بدا قاتما على جانبي المحيط الأطلسي قبل شهر تقريبا، حيث كانت أعداد الإصابات ومعدلات دخول المستشفيات مرتفعة في كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. كما أنه على الرغم من حدة الانتقادات التي وُجهت إلى الإدارة الأمريكية بشأن سوء إدارتها لأزمة الوباء، كانت معدلات الإصابة والوفيات في أجزاء من أوروبا أعلى من معظم الولايات المتحدة خلال معظم فصل الخريف الماضي.


وقتها، ردد سياسيون بارزون، وإن لم يكن جميعهم، نفس التحذيرات: بأنه إذا كان الناس يأملون في الاحتفال بعطلة الشتاء أو أعياد الميلاد، فسيتعين عليهم أولاً الحد من السفر وقبول فرض جولات جديدة من القيود.

وأضافت الصحيفة:" أنه مع دخولنا الأسبوع الثاني من ديسمبر، بدت أوروبا قريبة من التحكم والسيطرة على حدة الوباء. حيث اتجه متوسط ​​الحالات المؤكدة حديثًا لمدة سبعة أيام إلى الانخفاض بعد أن فرضت معظم البلدان عمليات الإغلاق أو غيرها من قيود التباعد الاجتماعي، بما في ذلك إغلاق الحانات والمطاعم".


وأكدت: أن هناك مقاييس واضحة للنجاح على الصعيد الوطني داخل أوروبا: فبعد تطبيق حظر تجول صارم وإغلاق معظم المحال التجارية غير الضرورية، خفضت فرنسا عدد الحالات الجديدة اليومية من حوالي 50 ألف حالة إلى ما يقرب من 10 ألاف، وبعد أن كانت بلجيكا تسجل أسوأ معدل إصابة في أوروبا قبل شهر واحد، حيث حذر الخبراء من الانهيار المحتمل للبنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد، أصبح لديها الآن خامس أقل معدل إصابة في القارة؛ فضلا عن اعتزامها إقرار خطط لبدء توزيع اللقاحات في الأسبوع الأول من شهر يناير المقبل.


كما أعلنت الحكومة الإيطالية يوم الجمعة الماضية تخفيف القيود في أجزاء من البلاد؛ حيث انخفضت معدلات الإصابة بالفيروس للأسبوع الثاني على التوالي. إلا أن وزير الصحة روبرتو سبيرانزا أكد ، في هذا الشأن:" أن هذا الأمر لا يعني هروبًا ضيقًا، لكنه يعني أن الإجراءات الجديدة قد أحدثت فارقاً"، محذرًا من "التهاون في اتباع إجراءات الوقاية".


وتابعت الصحيفة:" أن القصة في الولايات المتحدة مختلفة بشكل ملحوظ. حيث ارتفع عدد الحالات اليومية الجديدة من حوالي 100 ألف حالة إلى ما يقرب من مائتي ألف حالة يومية خلال الشهر الماضي. وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، اقترب عدد الوفيات اليومية المرتبطة بفيروس كورونا من عدد أولئك الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية عام 2001. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تضم ما يقرب من 4% من سكان العالم، إلا أنها تمثل الآن ما يقرب من 20% من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا. فيما يُشير أحد النماذج التنبؤية إلى احتمالية تسجيل 539 ألف حالة وفاة مرتبطة بالفيروس بحلول أبريل المقبل".


وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ولاية كاليفورنيا نفذت يوم أمس الأحد أوامر البقاء في المنزل بعدما انخفضت قدرات المستشفيات إلى أدنى مستوياتها في الأجزاء الجنوبية من الولاية.


فيما قال مسئولون:" إن العودة إلى القواعد الصارمة التي تهدف إلى مكافحة فيروس كورونا في الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة تأتي مع زيادة الحالات وارتفاع معدلات دخول المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى فرض قيود جديدة صارمة على الاقتصاد والحياة اليومية".


ويخشى خبراء من أن الأسوأ لم يأت بعد؛ حيث من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة في صدارة معدلات الإصابة في العالم خلال الأسبوعين المقبلين بعد أن تجنب ملايين الأمريكيين التوجيهات العامة للسفر والالتقاء في تجمعات كبيرة بمناسبة العطلات السنوية. 


وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة:" إن الأرقام في حد ذاتها مقلقة، ومن ثم تدرك أنه من المحتمل أن نشهد المزيد من الارتفاع مع مرور أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد عطلة عيد الشكر".. وأضاف:" أن الشيء الذي يثير قلقي هو أنه في عطلة الكريسماس مباشرة حيث يبدأ الناس في السفر والتسوق والتجمع، ولهذا السبب نناشد الجميع بضرورة ارتداء الأقنعة والحفاظ على المسافات بأفضل طريقة ممكنة وتجنب الازدحام".


وقالت فرقة العمل المعنية بمواجهة فيروس كورونا بالبيت الأبيض يوم أمس: إن خطر الإصابة بالفيروس على جميع الأمريكيين بلغ مستوى تاريخيًا.ونحن الآن في مكان خطير للغاية بسبب ارتفاع منحنى الإصابات والقدرة المحدودة للمستشفيات.