توافق مصري فرنسي بشأن القضايا الإقليمية.. ومراقبون: زيارة السيسي تسهم في توطيد العلاقات المشتركة.. وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الثنائي
وصف مراقبون زيارة
الرئيس عبد الفتاح السيسي فرنسا بأنها استكمال للعلاقات الراسخة بين البلدين،
والتي تسهم في توطيد العلاقات الثنائية فضلا عن فتح أفق جديدة للتعاون في شتى
المجالات، موضحين أن فرنسا تنظر لمصر على أنها عنصر هام لهدوء الأوضاع في المنطقة،
فمصر هي قلب العالم العربي ولها دور هام في كافة القضايا الإقليمية.
والتقى الرئيس عبد
الفتاح السيسى اليوم في باريس مع جان كاستيكس رئيس وزراء فرنسا، وذلك بمقر رئاسة
الوزراء الفرنسية، حيث تناول اللقاء موضوعات العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في
عدة مجالات خاصة في المشروعات التنموية الكبري، والخدمات، والطاقة، والنقل،
والتعليم والصحة، والثقافة والآثار والسياحة، فضلاً عن التعاون المشترك المتشعب في
المجال العسكري والأمني.
وقد رحب رئيس الوزراء
الفرنسي بالرئيس في باريس، معرباً عن تقدير فرنسا لمصر على المستويين الرسمى
والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين، مؤكداً
حرص الحكومة الفرنسية لزيادة استثماراتها في مصر لدعم جهود التنمية بها في كافة
المجالات التنموية، خاصة مع الإنجازات التي حققتها مصر السيد الرئيس على المستوي
الداخلى والخارجي في وقت قياسي، مما يفرض أهمية دعم تلك الجهود المثمرة لترسيخ
الدور الذي تضطلع به مصر كمحور اتزان لمنطقتي المتوسط والشرق الأوسط.
وأعرب السيسي عن تطلع
مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال زيادة
حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر، خاصةً في ظل أن فرنسا تعتبر واحدة من أهم شركاء
مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الحالية الكبيرة للتواجد فى السوق المصرية
الواعد للاستفادة من البنية التحتية الجديدة وتحسن مناخ أداء الأعمال، الأمر الذي
انعكس في ثبات أداء الاقتصاد المصري خلال العام الحالي أثناء أزمة كورونا وتحقيقه
أعلى معدل نمو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك ثاني أعلى معدل نمو على مستوي
العالم وهو ما يدعم الثقة في مناخ الاستثمار في مصر
كما تناول اللقاء
عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأزمتين
الليبية والسورية، وكذلك القضية الفلسطينية، حيث توافق الجانبان على ضرورة تدعيم
أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها
ويعيدها الي وضعها الطبيعي، ولشغل الفراغ الذي أتاح للجماعات الإرهابية التمدد
والانتشار.
توطيد العلاقات
وفي هذا السياق، أكد
السفير محمد العرابي، عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، اليوم، أن توقيت
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا كان موفقًا لزيادة توطيد العلاقات بين
البلدين، وتهدئة الأوضاع المشحونة بالغضب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،
مضيفًا أن الزيارة امتداد للعلاقات الخارجية بين مصر وفرنسا، وستتضح نتائجها خلال
الفترة المقبلة.
وأوضح العرابي، في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك
الذي أقيم أمس الاثنين، عقب المباحثات مع الرئيس السيسي، أطلق عددًا من الرسائل
لجميع شعوب العالم، ومنها رسالة عدم انتهاك الأديان، والعلاقات المشتركة بين مختلف
الدول وغيرها، مؤكدًا أن هذه الرسائل السياسية كان الوضع الحالي خاصة في مصر بحاجة
إليها.
وأضاف وزير الخارجية
الأسبق، أن الرئيس السيسي بعث برسالة قوية وهامة خلال المؤتمر الصحفي، وهي أن
المساس بالأديان وخصوصًا الدين الإسلامي أمر مرفوض تمامًا، مشيرًا إلى أن فرنسا
تنظر لمصر على أنها عنصر هام لهدوء الأوضاع في المنطقة، ولذلك فهي دائمة السعي
وراء أي توطيد جديد من شأنه تأكيد دعائم العلاقات الودية بين فرنسا وباقي دول
العالم.
وأشار إلى أن موقع مصر
الاستراتيجي يمنحها القوة، وهو ما يجعل كل دول العالم الخارجي تنظر لها على أنها
قلب العالم العربي، وأي قضية تمس الأمن القومي المصري كأنها أثارت جميع الشعوب
الإسلامية خاصة العربية، موضحًا أن الزيارة تعزز التعاون بين البلدين في مختلف
المجالات، وتمهد بشكل جيد لعلاقات مستقبلية أكثر نجاحًا بين مصر وفرنسا.
آفاق جديدة للتعاون
الثنائي
ومن جانبه، أكد اللواء
كمال عامر، رئيس لجنة الأمن والدفاع القومي بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبد
الفتاح السيسي لفرنسا، تكتسب أهمية كبرى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
وخاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية وغيرها، مشيرا إلى أن
مصر تهدف لتدعيم علاقاتها بفرنسا كإحدى دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح عامر في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي خلال الزيارة حمل العديد من الملفات
والقضايا الهامة والتي طرحت خلال مباحثاته مع المسئولين الفرنسيين، ومن بينها
قضايا التعاون الثنائي، والقضايا الإقليمية كالقضية الفلسطينية، والهجرة غير
الشرعية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي يسعى للحفاظ على علاقات ودية مع كل الدول
الأوربية.
وأضاف أن المؤتمر
الصحفي بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، أكد العديد من
الرسائل وعلى رأسها استقلالية القرار المصري، حيث أكد السيسي رفضه التام لأي
انتهاك للديانة الإسلامية بأي شكل من الأشكال وأنه لا يجوز لأحد المساس بمشاعر
مليار مسلم، وعند قيام أي فرد بازدراء أي دين يجب تطبيق أشد العقوبات عليه في أي
دولة.
واختتم عامر بأن هذه
الزيارة هي زيارة لدولة صديقة، وستسهم في تقوية العلاقات الودية المشتركة بين
البلدين، حيث ستنعكس نتائج هذه الزيارة إيجابيا على علاقات مصر الخارجية.