أحداث سياسية وصحية.. مهرجان القاهرة السينمائي ينتصر على التحديات عبر السنوات: الفن أقوى
واجه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي شارفت دورته الثانية والأربعين علي الانتهاء، تحديات كبيرة، وانتشرت كثير من الشائعات قبل بداية الدورة تؤكد إلغائها، ولكن بظهور الفنانين وصناع السينما على السجادة الحمراء نفيت كل الشائعات والشكوك حول تأجيل أو إلغاء الدورة.
وفي ظروف صحية مشددة أجبرت العديد من المهرجانات العالمية على إلغاء فعاليتها, بسبب انتشار وباء كوفيد – 19 الذي كاد يجبر اللجنة المنظمة لهذه الدورة على إلغائها، لتضاف الى دورات سابقة واجهت ظروفا استثانية أدت الى الغاء هذه الدورات, أبرزها دورة عام 2011 بعد أحداث ثورة يناير من نفس العام. ليتدارك الأمر عام 2012 والاكتفاء بتأجيل حفل الافتتاح ليوم واحد فقط ليتم افتتاح الدورة 35 في يوم 28 نوفمبر بدلا من 27 من الشهر، لتجنب الخروج من الصفة الدولية وعدم إتاحة الفرصة لمهرجان إسرائيلي في أخذ تصنيف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وهذه ليست أزمة الإلغاء الوحيدة، فعاد اختفاء اسم القاهرة من خارطة المهرجانات السنمائية العالمية في عام 2013 مرة أخرى بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد، وفي عام 1980 تم إلغاء الدورة بعد انسحاب وزير الثقافة منصور حسن حفاظا على سمعة مصر العالمية بسبب الفوضى وسوء التنظيم.
وبذكر الانسحاب، نتوقف عند رؤساء للمهرجان انسحبوا بسبب ضعف الإمكانيات المادية في عدة دورات ووجود تنافس مع مهرجانات ذات ميزانيات ضخمة في المنطقة، أأبرزهم انسحاب الفنان حسين فهمي من المهرجان بعد رئاسة دامت 4 سنوات انتهت في عام 2001، ليليه الكاتب الصحفي شريف الشوباشي الذي اقتصرت مدته على 3 سنوات ليستقيل قبل إطلاق الدورة 30 بعدة اشهر لنفس أسباب فهمي.
ولا يتلخص ضعف الإمكانيات في الماديات فقط، فقد عانت بعض الدورات من ضعف على المستوى التقني, خاصة الدورة 36 التي واجهت صعوبات في جودة شاشات العرض وتقنيات الصوت التي اشتكى منها الحضور لإقامتها في محكى قلعة صلاح الدين.
ولم تقتصر الشكاوى على جمهور المهرجان في دوراته المتعددة، فشكوى غياب النجوم العالميين عن فعاليته، بعد الفراغ الذي خلفه رحيل الفنان عمر الشريف الذي شغل منصب الرئيس الشرفي للمهرجان واستغلاله لعلاقته بفناني العالم.
وبرغم حرص النجوم المصريين على التواجد المستمر في الدورات الأخيرة، إلا أن المهرجان شهد مقاطعة لا تنسى في عام 1987 بسبب قيام رئيس المهرجان وقتها سعد الدين وهبة بالمساهمة في تمرير قانون النقابات الفنية رقم 103 من نفس السنة، لتذكرنا هذه القطيعة بالصراع الداخلي في أروقة المهرجان بين جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية مهرجان القاهرة على أحقية تنظيم المهرجان وصولا به إلى ساحات القضاء، لينتهي هذا الصراع بشرف وزارة الثقافة المصرية على فعالياته.
تجاوز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الكثير من العقبات طيلة 41 دورة وصولا لدورتنا هذه التي شهدت عديدا من التكهنات أوقفها طاقم طبي وصل إلى 120 فردا بمساعدة وزارة الصحة المصرية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واللجنة المنظمة للمهرجان.
انتصر المهرجان على زلزال 1992، وها هو يعاود انتصاره مجددا على وباء عالمي، ليثبت أن الفن أقوى من كل الكوارث، وأن القاهرة دوما تمنح الأمل في الحياة.