لا تتوقف معاناة طلاب الهندسة فقط، عند زيادة سنوات الدراسة، وصعوبتها، ولكنها تتخطى ذلك إلى مخاطر عدة يواجهونها في المعامل الخاصة بهم.
«الهلال اليوم»، قضت يوما كاملا مع طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس، داخل الورش، والمعامل؛ من أجل رصد مخاطر هذا العمل الشاق.
أول ما اصطدمنا به داخل المعامل كان هياكل السيارات القديمة، وماكينة لحام، وصاروخ لقطع المعادن، وعِدد، وأدوات متناثرة، ويقضي الطلاب، معظم أوقاتهم لتطبيق التصميمات الميكانيكية المعقدة، برفقة أساتذتهم؛ بغرض اكتساب المهارات اللازمة لتصنيع السيارات.
وفي جولتنا داخل ورش السيارات، التقينا المهندس محمد عصام، المشرف على ورش ميكانيكا السيارات، الذي أوضح أن الورشة مقسمة إلى معمل المحركات، واختباراتها، وورشة السيارات، ومعمل الأبحاث، الذي يضم معظم المشاريع البحثية، ومشاريع التخرج، وهو مجهز بجميع وسائل التصنيع، التي يحتاجها الطلاب.
وأضاف: «لا يتم ترك الطلاب، يتعاملون مع المواتير، والمعدات، بشكل تلقائي، وإنما يتم توجيههم؛ لضمان معدلات عالية من السلامة»، مشيرا إلى أن المعامل تضم ورش لفرق الأمان، التي يتم تشكيلها من الطلاب أنفسهم، بعد تدريبهم حول قواعد الأمان، وأفضل طرق التعامل في لحظات الخطر.
وتابع: «يقوم على خدمة المعمل، أو الورشة، عدد من الفنيين، ومساعد عامل، وتشرف عليه لجنة مكونة من اثنين من المعيدين، وعضو بهيئة تدريس؛ لضمان سهولة العمل وإتقانه، لافتا إلى أن كل ما هو موجود بالمعمل، أو الورشة، فهو عهدة الفني، ومسؤول عن سلامته واستخدامه بالصورة السليمة للمحافظة على المستخدم قبل الآلة.
مواقف صعبة
وفي محاولة للتعرف على أغرب المواقف الصعبة، التي يتعرض لها الطلاب داخل الورش، وقال المهندس عصام: «في أعوام مضت قام أحد الطلاب باستخدام منشار قطع الخشب، وكان يمسكه بالخطأ؛ ما أدى إلى حرق القطعة، وارتداد الصاروخ إلى صدر الطالب الذي كُتب له عمرا جديدا».
وبالمرور على معامل الكيمياء، أوضح المهندس المسؤول عن المعمل، أنه يتم تطبيق شروط صارمة لوجود الطلاب، داخل المعمل، منها منها: ارتداء النظارات عند إجراء التجارب، ومنع دخول الفتيات دون أغطية رأس.
وأضاف أن أحد الطلاب كان يجري تجربة بها فوران، وفارت المادة الكيماوية بوجه زميلته التي تقف إلى جواره لإجراء تجربة أخرى، مما أصابها بحروق في وجهها بأكمله.