مدير مركز المصريين للدراسات: تشجيع ريادة الأعمال يساهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي
قال الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، إن السبب في تقدم مصر في الاستثمارات في الشركات الناشئة يعود إلى الاستقرار السياسى والأمنى والاجتماعى التى حققته مصر عقب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم رغم حرب الإرهاب التي قادتها أنظمة ودول وأجهزة مخابرات لهدم وتقويض استقرار الدولة المصرية، وتكاتف الشعب والتف حول قيادته وحدثت حالة الاصطفاف الوطنى فى المواجهة، وفى أقل من عامين أشاد العالم بحالة الاستقرار الأمنى فى مصر رغم ما كان يجرى من حادثة هنا أو هناك.
وأضاف عامر في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن بفضل انخفاض معدل التضخم وأن الاقتصاد في طريقه إلى الانتعاش، يكتسب المزيد من الناس الثقة في إنشاء مشاريع أعمالهم الخاصة، مشيرا إلى أن ريادة الأعمال فى مصر تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الاخيرة، إذ تحسن ترتيب مصر فى تقرير التنافسية فى العالم العربى.
وأوضح أن عادة ما يرتبط مصطلح ريادة الأعمال بالدور الذى تستهدفه الدولة فى خططها الاستراتيجية، إذ ترتبط بإنشاء مشروعات جديدة ذات أفكار مختلفة تعتمد على الابتكار والإبداع، وإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات قائمة فى السوق سواء من خلال تقديم منتج جديد أو معالجة أوجه قصور فى منتج قائم.
وتابع "أن رؤية القيادة المصرية لتقوية وتحديث وتجهيز القدرة القتالية لقواتنا المسلحة الباسلة، إيمانا منها بأن الإنجاز والنمو الاقتصادى لا بد أن تحميه قوة قادرة وجاهزة للدفاع عنه"، وكذلك إطلاق خطة اقتصادية طويلة الأجل وإعلان برنامج مصرى خالص للإصلاح الاقتصادى ومصارحة القيادة للشعب بضرورة هذا الإصلاح وبضرورة التضحية من أجله، وبدأ تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية وسط تفهم واستيعاب وتحمل وصبر شعبى جدير بالدراسة.
واستطرد أن ذلك دفع العديد من رواد الأعمال بطريقة غير مخططة للدخول مباشرة إلى السوق كأصحاب أعمال، بدون خبرة كافية إما للرغبة في خوض التجربة سريعاً، أو عدم تمكنهم من الدخول إلى الشركات الكبيرة في مجال عملهم وأخذ الخبرة الكافية لكيفية إدارة وتأسيس مشروع يحقق النجاح على المدى البعيد.
وأشار إلى أن تشجيع ريادة الأعمال يساهم في زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية وخلق فرص العمل في القارة الأفريقية، مما يستدعى ضرورة أن يتم تشجيع ريادة الأعمال في أفريقيا بأيدي أفريقية.
وعن التحديات التي تواجه الشركات الناشئة، أوضح أن السوق المصري لديه القدرة على أن يكون واحداً من أكثر الأسواق ربحية جاذباً انتباه المستثمرين وليس فقط الشركات الناشئة من المنطقة الأوسع، إلا أنه على الرغم من الابتكار والحماس، لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تعيق نمو الشركات الناشئة في مصر حيث ينتهي المطاف للعديد منها بالفشل، فقد تم تسجيل أعلى معدل في عدم استمرار مشاريع الأعمال من بين 49 دولة تمت دراستها في تقرير GEM بمعدل 10.2 % في عام 2017 وهو ارتفاع كبير مقارنة بالعام 2010 حيث بلغت النسبة 2.7 %.
وتابع "أن السبب في سقوط الشركات الناشئة سريعا هو الخبرة.. أنا لا أشجع الطلاب على تأسيس مشاريعهم الخاصة بهم دون خبرة. يجب ان تحصل على بعض الخبرة ضمن فريقك إذا كانت لديك فكرة جيدة وتعتقد أنها ستغير السوق."
والجدير بالذكر أن مصر أخذت الترتيب الثالث في استثمارات الشركات الناشئة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال نوفمبر الماضي بعد الإمارات والسعودية، بقيمة استثمارات 6.6 مليون دولار، وحصلت 9 شركات مصرية على تمويلات من بينها أرجينيرنج، التي جمعت 200 ألف دولار من خلال التمويل الجماعي.