يستكشف معرض "الأزياء عبر العصور"، الذي تطلقه دائرة الثقافة والسياحة فى إمارة أبوظبي في الفترة من 16 ديسمبر إلى 16 فبراير 2021 في قصر الحصن، تطور الأزياء في أبوظبي في الفترة من الأربعينيات وحتى ثمانينيات القرن العشرين.
ويأتي المهرجان كجزء من التزام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالاحتفاء بالتراث الثقافي لدولة الإمارات والحفاظ عليه، حيث تعد الأزياء الإماراتية التقليدية رمزاً للتراث، والتي كانت تحاك وتطرز يدوياً في الماضي، إلى جانب ارتداء الزينة في المناسبات، وما زالت هذه العادات المتبعة في الثقافة الإماراتية اليوم.
ومن خلال الملابس والزينة المعروضة، سوف يتعرف الزائر على التغييرات التي شهدتها الأزياء الإماراتية عبر الأجيال، إذ يحتفي معرض "الأزياء عبر العصور" بماضي أبوظبي وتقاليدها وثقافتها المتنوعة والشاملة عبر ملامح من تاريخ الإمارة وقصص شعبها من خلال الملابس بمختلف أشكالها، والزينة المستخدمة في المناسبات، ابتداءً من بساطة الأزياء في عصر ما قبل النفط، وصولاً إلى التأثيرات الثقافية التي قامت بدورٍ مهم بفعل الانفتاح على طرق التجارة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قالت سلامة الشامسي، مديرة قصر الحصن: "يتيح معرض الأزياء عبر العصور فرصة رائعة للزوار لاستكشاف توجهات الأزياء المتغيّرة خلال العقود الماضية، وإلقاء نظرة على جانب جديد من التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة. فقد تم تنظيم المعرض من قبل مجموعة من المتخصصين في التراث، لأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن، يعيشون من خلالها تجارب أسلافهم، عبر عرض الأهمية الثقافية لتنوع الأزياء ابتداءً من البرقع الذي ترتديه النساء أثناء سفرهن من الوثبة إلى العين، وصولاً إلى الأهمية التاريخية للخنجر الذي يحمله رجال العائلة، وتأثير شكل الأزياء الأوروبية على الفستان المحلي.
وأضافت الشامسي: "يتجلى دور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تطوير وتقدم شعبه من خلال التغييرات التي تزامنت مع رفاهية الحياة، إذ سيتمكن الزوار من رؤية أثر العولمة في اتجاهات الأزياء مع انفتاح طرق التجارة في المنطقة، والمقارنة بين الأزياء القديمة وبساطتها، والأزياء الحديثة وتطورها بشكل عام، كما يسلط المعرض الضوء على تأثير التقنيات والمواد المستخدمة في صناعة الأزياء، فضلاً عن تأثيرها على الهوية الثقافية".
ينقسم المعرض إلى ثلاثة أجنحة مختلفة، وهي جناح المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والأزياء والمجوهرات، والمواد المستخدمة في صناعة الأزياء، وأساليب استخدامها، ويتضمن المعرض أيضاً أعمالًا فنية مثل الخزانة التفاعلية، وقطع بارزة أخرى كقلائد أهدتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والبرقع المزخرف لفاطمة بنت محمد بن ثاني المهيري.
من جانب آخر، تسلّط المعروضات الضوء على صور فوتوغرافية من الأرشيف توضح جوانب من تقاليد الأزياء من الستينيات إلى الثمانينيات، وتكشف عن أنواع مختلفة من أشكال وأدوات التطريز في الإمارة، منها "التلّي، والبادلة، والخوص، والبشت"، والأصباغ التقليدية والأقمشة المصبوغة. وبشكل عام يتضمن معرض "الأزياء عبر العصور" أكثر من 30 قطعة أثرية وعناصر ذات أهمية ثقافية.
يذكر أن قصر الحصن هو أعرق وأقدم بناء تاريخي في أبوظبي. وهو يحتوي على أول هيكل معماري قائم حتى يومنا هذا في المدينة، ألا وهو برج المراقبة الذي تم بناؤه في ستينيات القرن الثامن عشر، لحماية المستوطنات البشرية على الجزيرة. ويتألّف قصر الحصن من بنائين هامين، وهما: "الحصن الداخلي" (يعود تاريخ بنائه إلى العام 1795 تقريباً) و"القصر الخارجي" (الذي تم بناؤه خلال الفترة 1939 – 1941). وكان قصر الحصن على مدار السنين مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقىً للحكومة ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً، وهو اليوم يمثل القلب النابض في أبوظبي، والشاهد الحي على محطات تاريخها العريق. وتحول القصر إلى متحف وطني في العام 2018، بعد أكثر من 9 سنوات من أعمال الترميم، حيث يبرز كرمز وطني يعكس تطور أبوظبي من مستوطنة بشرية اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، محتضناً في أروقته مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية، التي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد.