رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نبيل فاروق.. وطنية وإبداع بلا زعيق

15-12-2020 | 12:07


حلمي النمنم

بلا مقدمات ولا تمهيد، غادرنا المبدع نبيل فاروق، الموت يمكن أن يأتي في أي وقت، بلا أي مؤشر، هو قضاء الله ولا راد لقضائه، سبحانه وتعالى، ولا يبقى من الإنسان سوى الأثر والذكر، لذا قيل "طيب الله البقاء، عمر الله الأثر".


نبيل فاروق ترك لنا العديد من الأعمال الإبداعية، تخلد اسمه، وإلى جوار الإبداع كان نموذجا إنسانيا فريدا، هو وطني إلى أبعد حد، بلا صراخ ولا زعيق، أعماله تكشف ذلك بوضوح مسلسل العميل١٠٠١نموذجا، مثل هذه الأعمال يحتاجها الوجدان الوطني، إذ تقدم  لشاب قرر أن يغامر بحياته دفاعا عن كرامة وسيادة هذا الشعب، رغم أن كافة الفرص كانت متاحة أمامه لحياة ناعمة ومستقبل هادئ.


المبدع الكبير ترك أعماله تقدمه وتتحدث عنه، واختفي هو بكل تواضع وأريحية، هناك البعض لا يملون من الحديث عن أنفسهم، يلحون على الجمهور، يضغطون على النقاد، والويل للناقد إن أشاح عنهم، أو إذا أبدى ملاحظة على عمل  لأي منهم، تشعر أن كل منهم لا يفعل شيئا سوى أن ينظر في المرآة، مرآته دائمًا مقعرة، فلا يرى سوى ذاته فى هذا العالم، ولا يرى الحقيقة، بل يراها مقعرة جدًا، ولا يتردد بعضهم في بناء أساطير وهالات حولهم، والبعض يعيش مظلومية تجاهل النقاد وتحيزهم، وهكذا يصرخ هؤلاء دائمًا طلبًا للجوائز، من أي أحد وأي جهة، هنا أو في الخارج، لكن هناك كتاب كبار بحقٍ، يسمون بالإبداع ويسمو بهم إبداعهم، بلا ضجيج ولا علاقات مبتذلة، نبيل فاروق واحد من هؤلاء، كان لديه الكثير ليقوله عن نفسه، هو طبيب تفرغ للأدب، جاء من طنطا إلي القاهرة، عنده حكايات عديدة عن المرضى الذين التقاهم وتجاربه في الكتابة، لم ينشغل إلا بأعماله، أعرف أن كثيرًا من الشبان، يطرقون باب الأدب، فقدم لهم كل ما يمكنه من نصح وعون، بلا منّ أو استعلاء، حتى لو كان محدود الموهبة، يلفت انتباهه بودٍ، لا تنمر ولا غطرسة.


كان رهانه علي القارئ في المقام الأول، يقدم ما يفيده ويمتعه أيضًا، بأسلوب سلس، لا افتعال فيه ولا ادعاء.


الرهان علي القارئ هو ما سعي إليه نبيل فاروق دائما، ولم يخذله القارئ، هذا الرهان ليس معناه نفاق القارئ أو محاولة تملق غرائزه ومشاعره، بل احترام تلك المشاعر وتقديم ما يفيده ويمتعه في الوقت ذاته، ورغم أن أعماله حققت أرقام توزيع عالية بالفعل، وطبعت عدة مرات، فإنه لم يتغن بذلك، ولا فرض نفسه علي الصحافة والإعلام، اختار أن يترك أعماله تتحدث عنه، وتكون هي الحاضرة أمام القارئ.