رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أوجاع «العتالين».. ظهور محنيّة بحثًا عن «لقمة العيش»

30-4-2017 | 12:52


في الفجالة وشارع الأزهر وبين أزقة حارة اليهود بوسط القاهرة، تراهم متراصين على جوانب الحواري بحثًا عن الرزق، ينتظرون أن يطلب منهم أحد الزبائن مساعده في توصيل مشترياته رغم أن الحمولة أحيانا تكون ثقيلة، ورغم آلام الظهر التي يتعرضون لها إلا أنهم يمارسون عملهم دون انقطاع فهو يعتبر مصدر الدخل الوحيد لديهم، إنهم "العتالين".
يقول أحمد أبو زيد "عتال": "أكثر مكان تجد فيه العتالين هو حارة اليهود، لأنها منطقة تجارية، حيث يبلغ عددهم نحو 150 شيال، ولكل محل شيال تابع له، وهناك عدد من الشيالين غير تابعين لأي من المحال الموجودة"، مضيفًا "إحنا مضطرين نشتغل شيالين لأن مفيش شغل غيره لو اشتغلت في محل هاخد فى اليوم 50 جنيه مش هتكفي مصاريف بيتي وولادي والأسعار بقت غالية جدا، أنا ممكن أجيب أكل في اليوم بـ70 جنيه".
رغم الأعباء التي يحملها إلا أن أجره على الحمولة لا يتعدى الخمسة جنيهات، يقول: "أنا بوصل الكرتونة مثلا بجنيه أو اتنين وعلى حسب الشغل والسوق". 
أما عن الفئة التي اتجهت للعمل كشيالين قال أبو زيد: "في واحد عنده 70 سنة وشغال شيال هيعمل إيه يعني وراه عيال وبيت لازم يصرف عليهم، وآخر رجله الاتنين مكسورين، ومركب شرايح بس بيشتغل عادي ما هو لو مشتغلش هيشحت، وفيه أطفال صغيره حوالي 11 سنة بينزلوا مع أخواتهم وبعدين بيشتغلوا لوحدهم".
أما عن الصعوبات التي يواجهوها بغض النظر عن الألم الجسدي الذي يتعرضون له كان هناك أيضا الإهانة التي يواجهونها من بعض الناس أثناء عبورهم الشارع، ولكنهم يفضلون السكوت "عشان أكل العيش".
لم تكن هذه المهنة لأصحاب التعليم المتوسط فقط، إذ اتجه إليها بعض خريجي الجامعات وأصحاب الشهادات العليا والتقديرات العالية.
وأضاف أيضا: "لو حد جه قالي اشتغل معاك هتبقى صعبة، أنا باخد ملاليم لو قسمتها معاه مش هلاقي أكل، والسوق نايم ومفيش شغل كتير".
حارة اليهود كان لها نصيب كبير من حالة الركود بعد غلاء الأسعار فتأثرت حركة البيع و الشراء، وأثّرت بالسلب على أصحاب المحلات، وبالتالي تضرر الشيالون، وأعرب عن حزنه بكلمات قليلة: "مفيش حد بيشتري دلوقتي ولو حد اشتري حاجة بيشيلها هو عشان يوفر وإحنا بنشتغل من الصبح لحد 12 بالليل".
ورغم غلاء الأسعار إلا أن يوميتهم ما زالت كما هي، يقول: "إحنا يوميتنا زى ما هي ولو قولنا لصاحب المحل يقولنا السوق وحش".
وأضاف "أنا نفسي الحكومة تهتم بينا شوية، ونشتغل في أي وظيفة بدل البهدلة دي"
لم يكن الحال بأحسن للمناطق الأخرى التي ينتشر بها العتالين فالركود كان أقوى من سعيهم على رزقهم فتراهم فى محطة القطار ينتظرون طلب أحد المارة حمل حقيبته أو مقتنياته.
ويقول محمد سعيد "50 سنة": "إحنا بنقف قدام محطة القطر مستنين رزقنا ممكن نشيل شنطة أو كرتونة وساعات بتبقى الحاجة تقيلة جدا، بس هنعمل إيه هنشحت يعني".
"ساعات الزبون يقولي مش هدفع غير 5 جنيه، مش بيراعي إني راجل كبير، ورغم كده بشتغل بـ5 جنيه، يعملوا إيه دلوقتي"، يضيف "سعيد".
ولم تقتصر مهنة العتالة على التعليم المتوسط فقط فكان لنا لقاء مع علي عبد المنعم 27 سنة: "أنا معايا بكالوريوس تجارة ومش لاقي شغل، ملقتش غير مهنة العتالة، وهي تعتبر أصعب مهنة لأنها تحتاج مجهودا كبيرا، ده غير الألم اللي بحس بيه لو الحمولة تقيلة، لكن العائد بيبقي قليل جدا، وفي ناس بتتخانق معانا، وممكن متدفعش حاجه خالص".
وبداخل منطقة الفجالة يقول هاني محمود: "أنا بشتغل هنا تبع المكتبة عشان في ناس بتشتري حاجات بالجملة وبتبقي عايزة حد يوصل الحاجة للعربية أو المترو، واللي باخده بيساعدني شويه مع المرتب عشان دراستي"، وتمنى هاني أن تكون هناك رابطة أو نقابة للعتالين والشيالين تحمى مصالحهم وتطالب بحقوقهم.