«ونس الحكايات».. ورش للكتابة الإبداعية لتجاوز المحن والصعوبات
القاهرة.. وسط البلد، وبالتحديد 16 شارع عدلي، وفي وسط الزحام وصراع السباق بين السيارات، وأصوات الضوضاء، الصريخ، الصخب وكلاكسات، تجد منزلا عملاقا، إذا نظرت إليه توقف بك الزمن، فلا صراع ولا سباق ولا صخب ولا ضوضاء.
يخطفك المنزل بشكله وهيئته، وطريقة تصميمه الفريدة والنادرة، تشعر بقوة جذب شديدة، وصوت داخلي يناشدك أن تدخل إلى هذا المنزل، ففيه عالم غير العالم، وزمان آخر غير الزمان الذي تعيش فيه الآن، بيت قديم له رائحة عتيقة وقوية، توحي إليك بأسرار وحكايات تختفي وراء جدران هذا البيت.. درجات السلم ناعمة يسيرة وسهلة، جدرانه شامخة عالية مرتفعة للسماء، وكأنها تقول العظمة لي ولجدود هذا البيت وأصحابه.
وفي كل هذه الأجواء، والتي لم نتعود عليها جميعا، وتحديدا في الطابق الثالث تجد أمامك باب شقة يقول: " أنا تاريخ!" وحينما يُفتح هذا الباب وتدخل، تشعر بهدووء تام، وكأن البيت يحتضنك، وهنا انعقدت ورشة "ونس الحكايات" للكتابة الابداعية، وتعلم طرق الكتابة للقصص القصيرة، وكيفية محاورة الذات وعلاجها من كافة القيود المعقدة، ويسرد محرر "الهلال اليوم" فيما يلي ملخصا سريعا، عن مؤسس الورشة وما هي أهدافها والأنشطة التي أقيمت بها.
مؤسسة الورشة هي الأستاذة زهرة، تخرجت من كلية الآداب، وعملت بالتدريس لست سنوات، وكانت شغوفة بالكتابة منذ العاشرة من عمرها، كما شاركت في تدريب الأطفال وتنمية مهاراتهم الحياتية، وكيف يتواصل الطفل مع والدته ووالده، وأيضا شاركت زهرة في ورشة حكي مشروع " بصي" لتنمية المهارات الحياتية للرجال والسيدات.
تأسست الورشة في شهر سبتمبر عام 2017، وكان هدف زهرة من إنشائها هو إيمانها بأن الكتابة نوع من تجاوز المحن والصعوبات وبوابة يتصالح فيها الفرد مع ذاته ومع المجتمع، وهي ورشة تساعد الأشخاص في تكوين قصص قصيرة، وتساعد على التعامل الأمثل بين الأفراد، وقد تكررت 17 مرة، حيث تتم بشكل دوري مرة كل أسبوع، ويتم عقد أمسيات قصصية يتم فيها مشاركة نتائج الورش السابقة.
ومن الأمثلة للورشة:
1- ورشة الكتابة للتعافي: وهي دعوة لاستخدام الكتابة يتواصل فيها الشخص مع ذاته، وفيها يدعم الشخص نفسه بنفسه، دون تدخل خارجي، فتكون الكتابة المخرج الوحيد من أزماته، وقد تمت تلك الورشة اونلاين 7 مرات أثناء فترة الحظر.
2- الحوار المشترك: وهو ضمن الأنشطة الداخلية للورشة، يتم الحوار فيها بين فردين من الحضور، بشكل عشوائي رجل مع زوجته، أو زميلة مع زميل في الأتوبيس أو في الشارع، يخرج فيه الشخصين بنتيجة مختلفة عما قبل المشاركة.
3-استخدام حاسة اللمس: وفيها يتعرف الحضور علي حجارة أو محفظة، وبعد وقت قصير يكتبون نصوص على لسان الأشياء التي لمسوها.
4-سماع الأغنية: يسمع الشخص أغنية تلائمه، وبعدها يكتب نص، تكون الأغنية التي سمعها هي بطلة هذا النص.
الورشة يتم انعقادها أسبوعيا، في "دوار" الفنون بشارع عدلي بالقاهرة، وعلى موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" باسم "ونس الحكايات للكتابة الإبداعية"، ولها حضور من طابع خاص، بقوانين يضعها المشاركين أنفسهم، وعند الدخول يتم كتابة ما جاء بذهنه وهو في طريقه للورشة، وكتابة أيضا ما يتطلع إليه عند الانتهاء منها.