رفائيل ألبرتي.. صاحب النقلة التاريخية بالشعر الأسباني إلي العالمية
في مثل هذا اليوم 16 ديسمبر عام 1902 ولد رافائيل ألبرتي ميرييو، الشاعر الإسباني، والذي ينتمي لجيل 27، والمولود في بويرتو دي سانتا ماريا، قادش، بأسبانيا، وهو شاعر عاشق الشيوعية الماركسية، التي تنادي بالرجوع إلي الأصل وما كان عليه الإنسان قبل أن يصل إلى الأرض، وأن كل شئ موجود على الكرة الأرضية ليس ملك لأحد، ولا حكرا على أحد بل الجميع مشاركون في الملكية للأشياء، فالأصل في الطبيعة هو المجانية.
ولد رافائيل ألبرتي، في عائلة من أصل إيطالي كانت تحترف صناعة النبيذ في قادش، كان يعيش طفولته بشكل حر حتى تم قبوله في الكلية اليسوعية سان لويس جونزاجا، حيث تلقى تربية صارمة وتقليدية، ولم يتلائم جو الانضباط مع روح الشاب المتحررة، ما أدى إلى ضعف أدائه الأكاديمي، وتم طرده في 1916، بسبب سوء السلوك، وهو لم يتجاوز السنة الرابعة من المدرسة الثانوية بعد.
في عام 1917، انتقل إلى مدريد مع عائلته، وقرر متابعة مهنته كرسام، وقدم براهنا بأعماله عن قدرة كبيرة على التقاط الجمالية الطليعية، واستطاع عرض أعماله في أتينيو دي مدريد، وفي عام 1920، توفي والده، وكتب أمام جثته الممددة أبياته الأولى، وحصل على جائزة الكتاب الوطنية عن "بحار في اليابسة" عام 1952 حتى أصبح شخصية بارزة في الشعر الغنائي الإسباني.
وأصبح الشعر بالنسبة لرفائيل ألبرتي، تعبيرا عن المشاعر الإنسانية التي تجمع السعادة والألم، والهناء والعذاب، والسخط والإعجاب. وتأثر بالشعراء الغنائيين في القرن الخامس عشر، وحذا حذو لوبي دي بيجا وجونجرا في اختيارهما للشعر الشعبي، كما قام بتغذية شعره من كتابات معاصريه أمثال مانويل ماتشادو، خوان رامون، خيمينيث وأنطونيو ماتشادو وجارثيا لوركا وآخرون.
كما كان ألبرتي يهدف إلى رفع الأدب الإسباني إلى مصاف الآداب العالمية، متطلعا إلى الشعراء الفرنسيين أمثال بروتون وأراجون، وإلى الشعراء الروس أمثال ماياكوفسكي، حيث جمع ألبرتي بين هوايتي الرسم والشعر، فجاءت لوحاته شعرية وقصائده تصويرية، اتسمت كتاباته بالأصالة والعفوية والصدق.
وكان ألبرتي يؤمن بأن الشعر عالج موضوع ثورة الإنسان على القوى العمياء، ومن مؤلفاته "عن الملائكة " 1929، و"آلا بينتورا" سنة 1948، ومن مسرحياته "الإنسان غير المسكون" سنة 1930 و"التحدي" سنة 1944 و"ليلة حرب في متحف براد" سنة 1954.