يوسف القعيد: "المصور" من أهم المجلات المصرية التي نقلت أخبار الجلسات البرلمانية بحيادية
قال الكاتب الكبير يوسف القعيد، إن مجلس النواب يسعى حثيثًا بأن يجعل مصر قطعة واحدة، لا فرق فيها بين القاهرة وأقاليمها.
وأضاف، أن أهم ما يربط بين محافظات مصر هو المشروعات الثقافية، فالأنشطة الثقافية تساعد على سد الفجوة بين الأجيال والتي بدورها تساعد على تطور أيدلوجيات المجتمع، فالأنشطة الثقافية هى إحدى الممارسات الإيجابية التي تساعد على تشكيل هوية المجتمع وتوجيهه إلى مساره الصحيح.
وأوضح، أنه في خضم ذلك قامت لجنة الثقافة والإعلام برئاسة أسامة هيكل وزير الإعلام الذي هو أحد أعضائها، على مدار خمس دورات منذ قرار تعيينه من الرئيس عبد الفتاح السيسي في 31 ديسمبر 2015، ضمن 28 عضوًا معينًا، بعمل زيارات ميدانية للعديد من معالم مصر الأثرية الثرية، مثل مدينة الأقصر، البحر الأحمر، سيناء، وزيارة الحدود الشرقية لمصر التي تربطنا مع الدولة العربية الشقيقة "ليبيا"، وقد أسفرت هذه الزيارت على حسب تصاريح "القعيد" عن تقارير مهمة تخص الشأن الثقافي حيث تهدف إلى زيادة الأنشطة الثقافية في سائر محافظات مصر، وخاصة في المدن النائية منها.
وتابع القعيد، أن لو تم العمل على هذه التقارير لأصبحت مصر في مكانة أفضل وحققت إنجازات مهمة في الوسط الثقافي، والتي بدورها تعود بالنفع على الدولة بشكل عام.
وأشاد القعيد بـ"مجلة المصور" التي هي واحدة من أقدم المجلات التي أصدرتها مؤسسة "دار الهلال" في 1924، التي كانت تقوم بتغطية الجلسات البرلمانية منذ صدورها بموضوعية وحيادية شديدة، فرؤساء تحريرها كانوا في الأصل قيادات برلمانية ذو شأن كبير في العمل البرلماني، وكان من أبرز رؤساء تحريرها "إميل وشكري زيدان"، "فكري أباظة"، "أحمد بهاء الدين"، "صالح جودت"، "مكرم محمد أحمد"، "علي أمين".
وأعرب"القعيد" ع امتنانه بتلك التجربة لرؤية كيف تدار الأمور عن كثب، فمن خلال تواجده في البرلمان استطاع أن يضع مشاكل الوسط الثقافي في بؤرة اهتمام مجلس النواب، ففي تلك الفترة تم إصدار العديد من التشريعات التي تخدم ذلك الوسط، والتي تعتبر إنجازًا حقيقًا يضاف إلى الإيجابيات التي لمسها المجتمع المصري في دورة البرلمان المصري التي بدأت منذ عام 2014، فجاءت تلك التشريعات تهتم بالعوائق وأزمة تصدير الكتاب، توزيع الكتاب والتأكد من إنتشاره بالشكل الذي يفي الغرض منه، كذلك المجلات الثقافية حيث شهدت في الآونة الأخيرة ظهور واضح للمجلات الثقافية وفي ثوب جديد مناسب لتحديات المرحلة.
وأشار القعيد إلى أن الثقافة هى حجر عثرة لكل من يستطيع أن يتسلل إلى مؤسسات الدولة أو أنساق المجتمع من خلال أفكار هدامة أو أفكار رجعية وهذا ما شهدناه واختبرناه في فترة حكم الإخوان المسلمين، فالفن بأنواعه المتعددة وكل ما ينبثق من الأطر الثقافية والفنية يخدم المجتمع بشكل كبير.
أما عن قضية صناعة الورق فقد اكتشف "القعيد" أن تلك الصناعة تمر بالعديد من الأزمات المعقدة والتي بدروها تؤثر على حركة إنتاج الكتاب وتوزيعه وإنتشاره بالشكل المطلوب، لذا تلك القضية حازت على إهتمام مجلس النواب حيث محاولة الوقوف على العقبات التي تحول دون صناعة الورق في مصر بالشكل اليسير المعتاد، واستطاعت لجنة الثقافة والإعلام إستصدار التشريعات التي تذلل تلك الصعاب لأهل هذه الصناعة ومريدها.
يذكر أن يوسف القعيد يعد واحدًا من أبرز الأدباء المعاصرين الذي حازت أعماله الروائية والقصصية على رواجًا كبيرًا في الوسط الثقافي وإشادات النقاد لأعماله واحدًا تلو الآخر، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 2008، كما أن روايتة الشهيرة "الحرب في بر مصر" حازت على المرتبة الرابعة ضمن أفضل مائة رواية عربية، وقد أبدى القعيد إهتماما واسعًا بالتعبير عن الطبقة المتوسطة والمهمشة، فأعماله بمثابة سياحة في جميع أنحاء مصر من محيطها القروى إلى محافظات الصعيد، ومن أطياف المجتمع المتنوعة التي شكلت هوية مصر.
ومن أشِهر أعماله الروائية: "وجع البعاد"، "لبن العصفور"، "يحدث في مصر الآن"، " قطار صعيد"، "أطلال النهار"،"أربع وعشرون ساعة"، "أخبار عزبة المنيسي"، "شكاوي المصري الفصيح"، "عنتر وعبلة"، أما أعماله القصصية من أشهرها: "البكاء المستحيل"، و"حكايات الزمن الجريح"، "الفلاحون يصعدون إلى السماء"، "قصص من بلاد الفقراء"، "في الأٍسبوع سبعة أيام".
وقد أعرب "القعيد" أن كتابة عمل روائى يعبر عن تجربته بداخل البرلمان في طور الأحلام، وربما تتحقق فأى تجربة إنسانية يمر بها الإنسان من الممكن أن نستخلص من ورائها خيطًا ولو رفيعًا يمكننا من خلال نسج الأحداث ورسم شخصيات من داخل البرلمان تتحدث عن عالم خيالي أو واقعي ربما، المهم أن تكون التجربة ثرية ومعبرة عن روحها.