يعقوب صنوع.. أول من قدم النساء على خشبة المسرح
يحتفل المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر والتي تقام في الفترة من 20 ديسمبر حتى 4 يناير بعدد من رواد المسرح المعاصر، كما يحمل البوستر الدعائي صوراً لبعضهم و يأتي من ضمنهم الراحل يعقوب صنوع، الذي عرف بموليير مصر باعتباره أحد رواد ومؤسسي فن المسرح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث ولد في 15 أبريل 1839 بحي باب الشعرية.
قابل يعقوب وهو فى الثالثة عشر من عمره الأمير أحمد يكن حفيد محمد علي، والذي كان والده يعمل مستشاراً لديه، وفي تلك المقابلة قدم صنوع قصيدة مدح للأميرالذي أعجب بها فور سماعها ولم يصدق أن فتى صغير هو الذي قام بكتابتها، فأرسله في بعثة لدراسة الفنون والأدب في إيطاليا على نفقة الحكومة المصرية عام 1853، وهناك درس الفنون والآداب والاقتصاد السياسي والقانون الدولي، وقد أتيح له أن يطلع على العديد من الثقافات خاصة في فن المسرح، حيث اطلع على أهم الكتاب المسرحيين مثل: "موليير"، و"جولدوني"، و"شريدان".
ثم عاد يعقوب عام 1855 ليعمل مدرسا لأبناء الخديوي يُدرِّس لهم اللغات والعلوم الأوروبية والتصوير والموسيقى.
وكانت بدايته الفنية في عام 1868 عندما عمل مدرساً في مدرسة الفنون والصناعات في القاهرة، وفي عام 1869 فكر يعقوب في تأسيس مسرح مصري تعرض على خشبته مسرحيات عربية متأثرا بما رآه في إيطاليا.
رسم يعقوب صنوع شخصياته المسرحية الكوميدية، من خلال تعرفه على طبيعة كافة أفراد الشعب المصري آنذاك وذلك من خلال تنقله بين مختلف فئات المجتمع من حرفيين وعمال وجاليات أجنبية وطبقة أرستقراطية.
وألف مسرحيات قصيرة ممزوجة بأشعار وقام بتلحينها إلى أن قرر إنشاء فرقة مسرحية من تلاميذه وكان يلعب دور المدير والمؤلف والملحن والملقن، وعرض مسرحيته على منصة مقهى موسيقي كبير بحديقة الأزبكية، ونجحت المسرحية نجاحا كبيراً، أنشأ بعدها يعقوب فرقته الخاصة لتقديم مسرحياته وفي فرقته ظهرت النساء لأول مرة على خشبة المسرح.
ويرجع لقب موليير مصر إلى الخديوي إسماعيل الذي أطلق عليه ذلك الاسم وطلب منه ان يعرض مسرحياته على مسرحه الخاص في قصر النيل، حيث عرض يعقوب ثلاث مسرحيات هى (آنسة على الموضة) و(غندورة مصر) و(الضرتان) وكانت مسرحيات كوميدية أعجب بهم الخديوي وسمح له بإنشاء مسرح قومى لعرض مسرحياته على عامة الشعب، وقد عرض على هذا المسرح أكثر من 200 عرض ل 32 مسرحية ألفها، إلى أن قدم مسرحية (الوطن والحرية) فغضب عليه الخديوي لأنه سخر فيها من فساد القصر، ثم أغلق مسرحه ونفاه إلى فرنسا، فاستقر في باريس إلى آخر حياته وتوفى في منفاه عام 1912.