رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اتحاد يخاف ولا "يختشيش"

20-12-2020 | 14:13


عمرو سهل

عندما يكون بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة.. وحينما تكون من  الذين يخافون ولا يستحون فلا تمارس دور الزعيم الضامن.. هكذا علمتنا الأيام فقد ولت أيام الانتداب وإعلان الوصايات يا أوروبا ولم يعد ممكنا لاتحادكم المتصدع أن ينّصب نفسه مرشدا عالميا ومنصة قضاء دولية متناسيا أن التدخل في الشأن الداخلي للدول مجرم أمميا لكن الغرور والصلف إن أصابا أحداً أفقداه البصر وزيفا له الواقع فتصدر أحكامه بعيدة عن الحكمة وحسن التقدير.

لكن لماذا أخذتنا الدهشة حين مارس الاتحاد الأوروبي نوعا من الوصاية المبنية على إرث دوله الاستعماري البغيض فتصرف في جرأة ليدس أنفه في توصيف قضايا معروضة أمام المحاكم المصرية على أنها قضايا رأي وحرية.. الإجابة أن الاتحاد الذي يبدو آيلا للسقوط ويريد منح نفسه جرعة وهمية من أنه مازال قادرا على التأثير في محيطه الإقليمي والدولي خاصة بعد انتهك شرفه السياسي بلطجي أوروبا القابع في أنقرة أردوغان وعصابته ولماذا يفقد الاتحاد الأوروبي عزيمته وحرصه على حقوق الإنسان أمام العصابة الحاكمة في تركيا ببساطة لأن أكل العيش مر ومعه تنطوي حقوق الإنسان وغيرها من لافتات الابتزاز في طي النسيان فالأرقام لا تكذب ولا تتجمل وتفسر بكل وضوح تلك الرخاوة التي يتعامل بها الاتحاد مع تركيا التي تمتلئ سجونها بفئات الشعب وكل من يعارض بهلول اسطنبول.. كما تفسر أيضا تلك الشدة والحزم والإنسانية المفرطة التي يتعامل بها مع من يسمون نشطاء لا مؤاخذة.

وبجولة بسيطة بين عالم الأرقام تتضح الصورة أكثر فالدول الأوروبية متورطة في تركيا حيث تستدین الشركات التركية من المؤسسات المالية الإسبانية ما يعادل 62 ملیار دولار، وتصل الفاتورة إلى 29 مليارا من البنوك الفرنسية بالإضافة إلى 12 مليارا أخرى من البنوك البريطانية و11 مليار دولار من البنوك الألمانية هذا غير 8.7 مليارا للبنوك الإيطالية.

 وهذا يعني أن المقرضين من 5 دول في الأوروبي معرضون لخسارة إجمالية تقدر بـ 122.7 دولار إذا تضرر الاقتصاد التركي .. من هنا يكون التنازل مبررا والرخاوة منطقية والعبث ممكنا.

إن شرفكم قد انتهك ولم تعد لكلمتكم قوة أو صدى فالجميع يدرك ميزانكم المقلوب وعيونكم العوراء وضمائركم التي تتوارى خجلا من حماقاتكم..

ولن أكون مفرطا في إعادة سرد ملفات حقوق الإنسان المنتهكة في بلادكم فالحديث بات أكثر وضوحا من مجرد تبادل رأي أو رغبة في نقاش أما منطلقاتكم تجاه مصر ودأبكم الحثيث ودفاعكم المستميت لعدد من المنظمات التي اعتمدتم على تقاريرها المسيسة حول الأوضاع في مصر وكان من الأحوط إن كنتم صادقين أن تبحثوا بأنفسكم وتستغنوا عن الوكالة في نقل الصورة خاصة إن كانت مدفوعة الأجر لكنكم أدمنتم أن تكونوا أداة في يد منظمات تمارس الإرهاب السياسي وستنقلب يوما عليكم كما انقلب من مارسوا الإرهاب والعنف الذين آويتموهم ووفرتهم لهم ملاذات آمنة من العدالة وسيفها.

لا يتوقف عمي الاتحاد الأوروبي وإمعانه في "العبط" السياسي - إن جاز التعبير- علي بلطجة أردوغان وعصابته بل يمتد إلى نظام القمع الأكثر دموية في العالم وهو النظام الإيراني، فتحت وطأة سيف "أكل العيش" الذي يصيب انعكاس ضوء الشمس عليه في إعماء عيون الاتحاد - الذي ترهقه إنسانيته إزاء ما يراه في مصر- عن محاسبة النظام الإيراني الذي يدخل في شراكة اقتصادية عميقة تصل إلى حد الرشوة مع دول الاتحاد الآيل للسقوط وهذا يبرر تمسكه بطوق النجاة للنظام الذي يسعى بكل قوته لامتلاك سلاح نووي سيسمح له بمواجهة حقيقية مع العالم بعيدا عن قناعه الذي تمزق في سوريا ولبنان واليمن والخليج فالاتحاد الأوروبي هو أهم شريك تجاري لإيران وثاني أكبر مستهلك لنفطها

بل سعى الاتحاد الصنديد إلى ضم النظام الدموي الأشهر إلى منظمة التجارة العالمية مستغلًا نفوذه كأكبر تكتل تجاري فالتحاد بالطبع لا ينسى أن إيران يسبح فوق أكبر احتياطات الغاز في العالم لذلك يبقى رد فعل الاتحاد عند خانة الانزعاج أمام الإعدامات اليومية وجرائم الحرب التي يزكيها نظام الملالي في منطقتنا بل والعالم.

إن هذا العرض يحمل خلاصة واحدة عنوانها أن الاتحاد الأوروبي لا يعينيه من قريب أو بعيد حقوق الإنسان وأن حديثه عن مصر نوع من المزاح في وقت عصيب يبدو فيه المزاح ضربا من السماجة وهنا بات من الواجب تكرار ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في قلب أوروبا "ليس لدينا ما نخافه أو نخجل منه" .. فلا تقذفونا بحجارتكم يا أصحاب البيوت الزجاجية.