البطريرك الماروني: تشكيل الحكومة اللبنانية يجب أن يخلو من المحاصصات والثُلث المعطل
قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إن الأزمات والفقر والعوز الذي يشهده لبنان، يتطلب أن تتشكل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن وبمنأى عن المحاصصات والحسابات الشخصية والشروط المضادة، وأن تخلو من "الثُلث الوزاري المعطل" الذي لطالما تسبب في حالة من الشلل بالعمل الحكومي.
ودعا بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - إلى أن تتألف الحكومة اللبنانية الجديدة من وزراء لا ينتمون للأحزاب والتيارات السياسية، وأن يكونوا من الوجوه المعروفة في المجتمع المدني بالكفاءة والخبرة والقدرة على الإنجاز.
وأشار إلى أنه ينبغي أن تجرى عملية التشكيل الحكومي وفق قواعد الدستور وبروح التشاور بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، في إطار الاتفاق والشراكة وقاعدة المداورة في الحقائب الوزارية، وأن تتفرغ الحكومة المقبلة لتنفيذ الإصلاحات والعمل على جلب المساعدات الدولية إلى لبنان، والمضي قدما في إعادة إعمار العاصمة بيروت التي تهدمت جراء الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري.
ولفت إلى أن المساعي التي اضطلع بها خلال الأيام الأربعة الماضية لدفع عملية تشكيل الحكومة، جاءت استشعارا منه لحجم الأزمات التي يمر بها لبنان، وخشية من سقوط المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة، مشددا على أنه لم يجد سببا واحدا يستحق التأخير في التأليف الحكومي.
من جانبه، أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، أن الوضع لن يستقيم في لبنان إلا عندما تصبح المناصب والمراكز التي يتولاها اللبنانيون، تخص الوطن بأسره لا من أجل مصلحة الطائفة أو المذهب، مضيفا: "القامات والرجالات الكبار ينسحبون بعزة وكرامة وهدوء عندما يقترفون خطأ، دون تشويش على القضاء أو خروج على القانون".
وقال المطران عودة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - إن اللبنانيين عموما وسكان بيروت خصوصا، يشكلون مثالا للصمود في وسط الشدائد، وذلك بعدما هُدمت منازلهم وشردوا جراء الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري، فضلا عن تداعيات وباء كورونا والأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي أدت إلى إغلاق المصانع والمحال التجارية.