ظاهرة نادرة الحدوث تشهدها مصر اليوم.. ما معنى الاقتران العظيم بين زحل والمشترى؟
بعد غروب الشمس، تشهد سماء مصر
والوطن العربى، اقترانا نادرا بين كوكبي المشترى وزحل، بداية الليل وبالتزامن مع
الانقلاب الشتوى بالنصف الشمالي للكرة الأرضية.
وبحسب المراقبون، سيكون الكوكبين
في أقرب مسافة ظاهرية وسيفصل بينهما 0.1 درجة فقط وهو أقرب اقتران مرئى بين
الكوكبين في سماء الليل منذ عام 1623 ميلادية أي منذ نحو 397 عامًا.
ويشاهد المواطنون، الكوكبين بالعين
المجردة وكأنه حدث اندماج بين «نجمين»- المشتري الساطع ( 2.0 -) مع زحل الخافت
(+0.7)، في نجم واحد أكثر لمعاناً ويبدوا ممتدا نحو الشمال في منظر مذهل يشاهد
بدون الحاجة لاستخدام أي معدات رصد خاصة .
وأوضح مراقبون، أن الاقتران يحدث عندما
تظهر الكواكب قريبة من بعضها في السماء من منظورنا على الأرض، وهذا الاقتران
بالتحديد يوصف بـ «الاقتران العظيم» لأنه من أندر حالات الاقتران بين الكواكب
المرئية بالعين المجردة وليس لهذه الظاهرة تأثير على الكرة الأرضية.
وأكدت تقارير المراصد الفلكية، أن
السبب في ندرة حدوث «الاقتران العظيم» يعود للمسافة بين المشتري وزحل نتيجة
لحركتهما البطيئة عبر السماء حيث يستغرقان 11 سنة و29 سنة على التوالي للدوران حول
الشمس، إضافة إلى أن مداراتها لا تقع بالضبط في نفس المستوى وعادة ما تمر الكوكب
فوق أو أسفل بعضها البعض في السماء ولكن يحدث أن يلتقي الكوكبين وينتج اقتران عظيم
بمعدل مره كل 20 سنة .
وأشارت تقارير المراصد الفلكية،
إلى أن كوكب زحل يقطع حوالي 12 درجة كل عام من مداره حول الشمس بينما يقطع المشتري
حوالي 30 درجة، ولذلك في سنة واحدة يسد المشتري الفجوة بينه وبين زحل بحوالي 18
درجة، وعلية خلال 20 سنه يكمل المشتري 360 درجة مقارنة بزحل وبالتالي فان المشتري
يلتقي بزحل ويتشاركان تقريباً نفس الاحداثيات السماوية مرة كل 20 عاما.
وتابعت:" إضافة لذلك يجب
معرفة أن الاقترانات العظيمة ليست متشابه، ففي بعض الأحيان يحدث «الاقتران العظيم»
عندما تكون الكواكب قريبة من الشمس بحيث لا يمكن رصدها كما حدث في العام 1623م".
ورصدت «الاقتران العظيم» في أي
مكان على الكرة الأرضية، وذلك بالنظر باتجاه الأفق الجنوبي الغربي لبضعة ساعات بعد
غروب الشمس، وبسبب المسافة القريبة بينهما يمكن رؤيتهما سويا عبر المنظار بل وحتى
بمجال رؤية التلسكوب تشاهد حلقات زحل وأحزمة غيوم المشتري والعديد من اقمارهما
الكبيرة سويا أيضا.
وستصبح مراقبة
المشتري وزحل لاحقا صعبة وخاصة أواخر ديسمبر الجاري مقارنة بالأشهر الماضية، لأنهما
يقتربان من ضوء شفق الغروب استعدادا لانتقالها إلى سماء الفجر مطلع العام 2021
وبعد ذلك يقضيان عاما كاملا آخر بالقرب من بعضها البعض على قبة السماء ولكن ليس
بمثل مسافة اقتران 22 ديسمبر 2020.