دعم برلمانى لموقف الأزهر من تحريم الانضمام للإخوان.. «نواب»: فتوى الأزهر جاءت متأخرة.. والجماعة الإرهابية مرفوضة شعبيا.. وعلى المؤسسات الدينية تكثيف جهودها لتحصين المجتمع
أكد برلمانيون، أن موقف الأزهر من تحريم الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية جاء متأخرا، في ظل استمرار عناصرها في ارتكاب الجرائم الكبرى ضد الإنسانية وتنتهك حوقو الإنسان في شتى الميادين، مؤكدين أن الأزهر يمثل الاعتدال الوسطية ودرع الدين في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وكان مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، قد أكد في فتوى له، أن الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من الجماعات الإرهابية محرم شرعًا.
واستدل المركز، أن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى :«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ»، كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف، فقال سبحانه «إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون».
التوقيت المتأخر
قال دكتور عمر إبراهيم حمروش، عضو لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، وأستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بدمنهور، أن الفتوى التى صدرت عن مركز الفتوى العالمى للفتوى الالكترونية، فيما يخص تحريم الانضمام لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى، جاءت متأخرة بعض الشئ فقد تمكنت تلك الفتوى من إزالة الكثير من الملابسات حول موضوع الجماعة الإرهابية، وخاصة بعد بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".
وأضاف دكتور عمر، فى تصريحات لبوابة "الهلال اليوم"، أن الأزهر كان من الواجب عليه أن يكون أكثر مواكبة للأحداث الجارية، ولكن هذا الوقت مناسبا لطرح هذه الفتوى خاصة بسبب توظيف جماعة الإخوان الإرهابية كامل طاقاتها لمحاربة الدولة المصرية، وبالتالى كان لا بد من وجود رأى شرعى يحرم الانتماء إليها ويجرمه فى ظل التحديات الخارجية والداخلية التى تواجه الدولة المصرية.
وأوضح أن الفتوى قد جاءت في وقت حاسم، ولكن كان يجب أن يتم إصدار فتوى تحريم الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بعد بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، فقد طرحت العديد من المناشدات الصحفية والإعلامية للأزهر الشريف لسرعة إصدار مثل هذه الفتوى.
ولفت إلى أن الأزهر الشريف مرجعية ليست مصرية فقط بل عالمية أيضا، فالمجتمع المصرى والعالمى ينظر إلى الأزهر كقيادة دينية ومرجعية، مما سيعطى فتوى التحريم تأثير إيجابي خاصة على الشباب بعدم الانتماء لهذة الجماعة المحظورة لما تمثله من خطر على الدولة المصرية والعالم.
«فتن الإخوان»
قال النائب محمد شعبان عبدالعال، عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بالبرلمان، إن الفتوى التى صدرت عن مركز الفتوى العالمى للفتاوى الإلكترونية، والتي تحرم الانضمام لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى، تُعد موقفًا قويًا، لافتا إلى أن الدين الإسلامى أمر أن تكون الدعوة بالترغيب وليس وبالترهيب، وعندما بدأت تلك الجماعة ممارسة أعمال الترهيب للعباد وهذا ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى ورسوله، أصبح الانضمام لتلك الجماعة من الأمور المحرمة المنهى عنها.
وأضاف عبد العال في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أنه يؤيد فتوى تحريم الانضمام للجماعة الإرهابية، فلا يمكن أن تكون الطريقة التى نقدم بها ديننا الحنيف هى الترهيب، حيث أنه يتم نسب كل الأعمال الإرهابية فى العالم للمسلمين كافه وليس للأقلية، وبالتالى لابد أن يعلم العالم أجمع أننا نرفض العنف والإرهاب؛ لأن تلك الأعمال لا تنتمي بأي شكل من الأشكال للدين الإسلامى الذي يأمر بالتسامح والمحبة.
وأشار إلى أن الشعب المصرى لم يكن منتظر تلك الفتوى، فهو يعلم جيدا أن الجماعات الإرهابية لا تمثل الدين الإسلامى، ولا يجب الانضمام لها، فالفتوى ليست للمصريين فقط بل هى رسالة للعالم أجمع، حيث أن الأزهر الشريف بقيادة الشيخ "أحمد الطيب" شيخ الأزهر، يمثل الدين الإسلامى أمام العالم، وعندما يصدر فتوى تحريم لجماعة إرهابية فهذا تصريح عالمى برفض تصرفات الإخوان السلمين وتحريمها.
وأوضح أن الشعب المصرى لم يعد مغيبا، فقد عاشر المصريين عاما من العنف والإرهاب والتطرف، مما جعله ينتفض أمام تلك الجماعة وينزل للشارع يوم الثلاثين من يونيو، ليزيل هذا النظام الفاسد ويعبر عن موقفه ورفضه للعنف والإرهاب ويقر أمام العام أجمع أن جماعة الإخوان المسلمين لم ولن تعبر أبدا عن المسلمين والدين الإسلامى الحنيف.