الفوضى تسود محادثات "البريكست".. وبارنييه يستعد لتمديد المحادثات بعد أول يناير بسبب "الصيد"
قالت صحيفة (إكسبريس) البريطانية إن الفوضى تسود محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، في وقت يستعد فيه الدبلوماسي المسؤول عن ملف التفاوض مع بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه لتمديد المحادثات بعد أول يناير بسبب مسألة الصيد.
وقال ميشيل بارنييه - في بروكسل اليوم الثلاثاء - إن رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم تنازلات جدية يمنع حدوث انفراجة في المحادثات.
وقبيل اجتماع لسفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، قال بارنييه - للصحفيين - إن المحادثات وصلت إلى "لحظة حاسمة".
وأضاف بارنييه - في تصريحات نقلتها صحيفة (إكسبريس) - "نحن حقًا في لحظة حاسمة؛ فنحن نعطي هذه المفاوضات الدفعة الأخيرة، حيث في غضون عشرة أيام ستغادر المملكة المتحدة السوق الموحدة".
وحذر بارنييه من أن المحادثات التجارية يمكن أن تتجاوز نهاية الفترة الإنتقالية نهاية العام مع رفض الحكومة البريطانية في داونينج ستريت الاستسلام لمطالب التكتل.
وقال دبلوماسي - لم يتم تحديده من الاتحاد الأوروبي - "لقد تم إحراز تقدم. تم إغلاق معظم القضايا مبدئيًا أو على وشك الاتفاق. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تجاوز الاختلافات في مصايد الأسماك. لسوء الحظ، لا تتحرك المملكة المتحدة بما يكفي بعد للتوصل إلى صفقة عادلة بشأن مصايد الأسماك."
ويسعى مفاوضو الاتحاد الأوروبي إلى إعطاء المحادثات دفعة آخيرة الآن لإحراز تقدم وللتوصل إلى اتفاق مقبول لكلا الجانبين.
وأضاف الدبلوماسي "لن يغلق الاتحاد الأوروبي بابه في وجه المملكة المتحدة وسيظل مستعدًا للتفاوض حتى بعد الأول من يناير".
وفي هذه الأثناء، تولى رئيس الوزراء البريطاني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مسؤولية إبرام اتفاق بشأن الصيد مع وصول محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى نهايتها.
وتم إجراء مباحثات بين جونسون ورئيس المفوضية الأوروبية في مكالمات هاتفية متكررة أثناء محاولتهما إيجاد اختراق في آخر حجر عثرة في المحادثات ألا وهو الصيد.
وأنشأ خطًا ساخنًا مباشرًا بين داونينج ستريت والإتحاد الأوروبي في برلايمونت للإشراف على المرحلة النهائية من المفاوضات.
ويأمل المسؤولون من كلا الجانبين أن يتم التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت غدا إذا سارت المحادثات بسلاسة.
لكن البعض يخشى أن يستمر الجدل حول اتفاق التجارة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى ليلة رأس السنة الجديدة، حيث يكافح الجانبان للتغلب على الاختلافات "الصعبة للغاية" بشأن الصيد وما يسمى "تكافؤ الفرص".
ووصفت مصادر مطلعة الموقف في بروكسل بأنه "قاتم".
وقيل إن جونسون قد قدم عرضًا جديدًا لصيد الأسماك خلال مكالمتين هاتفيتين مع فون دير لاين ليلة الاثنين.
واقترح رئيس الوزراء أن تقوم قوارب الاتحاد الأوروبي بتسليم 30-35 في المائة مما تصطاد في المياه الساحلية لبريطانيا، على أن يتم ذلك على مراحل على مدار خمس سنوات.
وقال الخبراء إن ذلك سيترك سفن الصيد البريطانية تصطاد فقط 70 في المائة من الأسماك في مياهها الإقليمية حتى عام 2026.
لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي رفضوا الخطط ويضغطون من أجل فترة انتقالية أطول تصل إلى حوالي سبع سنوات وتخفيض بنسبة 25 في المائة فقط من الصيد بدلاً مما عرضه جونسون.
وأثار بارنييه مخاوف من أن بريطانيا تريد إخراج الأنواع البحرية - مثل الماكريل - من الاتفاقية.
وقال أيضًا إن المملكة المتحدة ترفض السماح للقوارب الأوروبية بالدخول إلى منطقتها التي يبلغ طولها 12 ميلًا.
ولا يزال هناك خلافا مستمرا حول كيفية إدارة العلاقة المستقبلية إذا قررت المملكة المتحدة إغلاق المجال أمام السفن الأوروبية من الوصول إلى مياهها الساحلية.
ومن المعروف أن فون دير لاين حريصة للغاية على إنهاء الصفقة وهي الآن تضغط بشدة على الدول الساحلية في الاتحاد الأوروبي لقبول حل وسط.
وتعد فون دير لاين على "اتصال دائم مع جميع الأطراف" ومن المرجح أن تجري محادثات مع شخصيات رئيسية مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مع استمرار محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.