صدر عن الدورة الثانية لمهرجان الأراجوز المصري، كتاب "نِمر الأراجوز الجديدة - محتوى عصري تراثي"، والذي اشترك في تأليفه أعضاء فرقة "ومضة" بإشراف الدكتور نبيل بهجت رئيس قسم المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان.

والدورة الثانية لمهرجان الأراجوز المصري، جاءت تحت عنوان "الأراجوز ملهما"، ونظمتها فرقة "ومضة" أخيرا على مدى ثلاثة أيام في "بيت السناري" بالقاهرة، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.

وعقدت على هامش المهرجان، مجموعة من الورش والندوات حول صورة الأراجوز في السينما المصرية، وكيفية فتح آفاق وموضوعات جديدة لجعل الأراجوز أكثر عصرية وواقعية، وذلك في إطار الاهتمام بفن الأراجوز كأحد عناصر التراث الإنساني بعدما وُضع على قوائم الصون العاجل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" في 2018، وبعد النجاح الذي حققته الدورة الأولى من المهرجان العام الماضي، عبر جهود فرقة "ومضة" ومؤسسها رئيس قسم المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور نبيل بهجت.

ويقدم الكتاب عددا من الفقرات الجديدة في إطار عصري من حيث المضون لتقف العروض بقدم في التراث وأخرى في الواقع، ومن هنا يمثل الكتاب الانطلاقة الجديدة للأراجوز، بما أنه فاصل بين عهدين لهذا الفن، ويؤكد أن الفنون لا تحيا لانتمائها للتراث فحسب، بل لما تلبيه من احتياجات الواقع، لذا سعت الفرقة لتوظيف الفقرات داخل سياقاتها المسرحية، وانطلقت لتقدم الأراجوز بخيال الظل والتمثيل البشري في أكثر من عرض في محاولة للاستفادة من إمكانياته التراثية بأشكال متعددة.

اشترك الدكتور نبيل بهجت ومحمود سيد حنفي وصلاح بهجت ومصطفى الصباغ وعلي أبوزيد سليمان، في كتابة الفقرات، وتم إهداء الكتاب لروح لاعب الأراجوز الراحل صابر المصري.

وجاء الكتاب، الذي يتضمن 17 فقرة جديدة، كخطوة نحو إنتاج فقرات عصرية في إطار الوعي بتكنيك الفن، فالكتابة لمسرح الأراجوز تتطلب ممارسة له ومعايشة للفنانين الشعبيين، لذا كان مشروع "أراجوز 2.0" ثمرة لممارسة ومعايشة استمرت عشرات السنين تمرَّس خلالها أعضاء "ومضة" على أيدي الكنوز البشرية الحية التي رافقت الفرقة طوال رحلتها.

وقدم الكتاب نِمر (أراجوز 2.0 / أراجوز السوشيال ميديا / سلفي مع الأراجوز / الأراجوز والمساعد الذكي / أراجوز الفيديو جيم / أراجوز التيك أواي/ أراجوز إنترناشونال / الأراجوز وشكوكو / باربي والأراجوز / الأراجوز مرشد سياحي / الأراجوز والتعليم عن بُعد/ أراجوز ع الموضة / أراجوز المهرجانات / الأراجوز في الاستاد /لوركا والأراجوز / وبريخت والأراجوز).

وتناولت الفقرات كما يبدو من عناوينها موضوعات تتعلق بالحياة اليومية المعاشة والتزمت في ذلك أسلوب الكتابة التراثية، والتي دارت حول موضوعات الحياة اليومية ودورة حياة لاعب الأراجوز، فوقفت على أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة وكيف أنها شكلت العزلة وعدم الرضا ونسجت خليط من الوهم والعزلة الانفصال والإحباط الإنساني.

كذلك تطرقت الفقرات لحياة الاستهلاك في كل شيء؛ بداية من الوجبات السريعة و"الترند"، كما عرضت سلبيات وفوائد التعليم عن بعد، ووقفت على مخاطر الألعاب الدموية المنتشرة والتي تدفع الأطفال نحو العنف.