«100 سنة كرة هاوية».. كفاية!
مع حلول العام الجديد 2021 سيكمل اتحاد الكرة المصري 100 عام، شهدنا خلالهم العديد من الانتصارات وأيضا الانكسارات الكروية، في ظل إدارة العمل بمفهوم الهواة، وفي السنوات الأخيرة بمفهوم التربح والاستفادة على قدر المستطاع، حتى لو كان ذلك ضد الصالح العام، وبعد 100 سنة لابد أن نصرخ بأعلى صوت ونقول كفي.
لقد حان الوقت لاستقبال القرن الجديد بعقلية احترافية، تبدأ بتغير أسلوب إدارة العمل، من خلال تشكيل مجالس لوضع الاستراتيجيات ومراقبة العمل، ومنح فرصة إدارة النشاط لإدارات متخصصة تتمتع بالمهنية العلمية والخبرة الميدانية، كما يحدث في "فيفا" نفسه وكل الأندية العالمية، نريد إنشاء شركات كرة حقيقية تدير النشاط بأسلوب أهل البيزنس، شركات تساهم في تطوير المنتج وحسن تسويقه وجني الأرباح، أو على الأقل تحقيق الميزانية الصفرية التي توازن بين العائد والمنصرف، وبميزانيات مدققة ومعتمدة من الجمعيات العمومية لها.
ولعل خطوة النادي الأهلي بإنشاء شركة كرة قدم بداية الغيث، وننتظر المزيد من تلك الشركات خلال الفترة المقبلة، ومن الآن أحذر من الشركات الوهمية، التي سيلجأ إليها البعض لمجرد تأسيس شركة على الورق وفق اشتراطات جهات معينة، وكفانا شركات كروية أنشات من أجل الترويج لمؤسساتها والاستفادة من الدعاية المجانية لمنتجاتها دون أن تقدم للرياضة أية بصمة إيجابية، حتى وصلت نسبة تلك الشركات بما يعادل 60% من إجمالي عدد أندية الدوري الممتاز، وبدلاً من أن تساهم في تطور الكرة ساهمت بالمزايدة على أسعار ومرتبات اللاعبين، وصلت لمبالغ طائلة دون مردود فني داخل المستطيل الأخضر.
ولم تكتفي بذلك بل ساهمت في وأد أندية المحافظات العريقة التي تراجعت كثيراً للخلف لعدم قدرتها على المنافسة المالية مع أندية الشركات، كما افتقد الدوري متعة الحضور الجماهيري لمحبي تلك الأندية التي أصبحت تعاني الأمرين دون مجيب لمطالبها المشروعة وهي التواجد والحياة، لذلك نطالب بشركات حقيقية تدير النشاط باحترافية، وإدارة متخصصة تستطيع ان تحقق أرباح تنعش السوق الكروي وتطور من مستواه، وطبعا مثل تلك الخطوات تتطلب تعديل النظم واللوائح بما يتواكب مع متطلبات القرن الجديد.
السطر الأخير
نريد استناخ تجربة شركتي غزل المحلة والمقاولون في سبعينات وثمانيات القرن الماضي بعد أن ساهما في تطور ملموس للكرة حينها.