رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإعلام وقضايا الأمن فى المجتمع

24-12-2020 | 10:25


لواء هشام صبرى

فى عصر السماوات المفتوحة والتقدم المذهل الذى تشهده أنظمة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، أصبح للإعلام أهمية بالغة فى تكوين فكر ووجدان الشعوب على اختلاف درجة تحضرها ورقيها.

ونظراً للتطور الهائل فى وسائل الاتصال والذى انطلق بعملية الإعلام والاتصال من نطاق المحلية والتعتيم والمحدودية إلى آفاق الانتشار واللامحدودية بحيث أصبح العالم وبحق كقرية صغيرة محدودة بل أصبح غرفة يسكنها ملايين البشر، فيمكن أن نوضح أهمية الدور الذى يلعبه الإعلام فى حياة المجتمع.

(1)الدور الحضارى : حيث يسهم الإعلام بآلياته المتعددة والمتطورة فى تنظيم حياة المجتمعات الاجتماعية والإنسانية.

(2)الدور التنموى : حيث تعتمد التنمية على التطوير والتغيير والتقدم، وهو جوهر ما تقدمه وسائل الإعلام من معلومات متدفقة تساهم فى نقل المجتمع من حال إلى اخر.

(3)الدور السياسى : حيث يلعب الإعلام الصادق والموضوعى دوراً هاماً فى دعم الاتصال بين الحاكم والمحكوم فى إطار من الديمقراطية.

(4)الدور الثقافى : فالموروثات، الثقافية والقيم والعادات والتقاليد تنتقل عبر الأزمان والأجيال وتتطور من خلال الاتصال والإعلام.

(5)الدور الدينى والروحى : تحتاج القيم الدينية والروحية إلى الترويج والانتشار، وتقوم بذلك وسائل الإعلام، كما تقوم بالرد على كافة الافتراءات وحملات التشويه على القيم الدينية.

(6)الدور الأمنى : تقوم أجهزة الإعلام بربط المواطنين بما يجرى فى المجتمع من أحداث تتعلق بأمنهم وسلامتهم، وتوعيتهم بالحالة الأمنية والأخطار التى يمكن أن تحيق بهم.

 

ويعد جهاز الشرطة أحد أهم الأجهزة التى يستخدمها المجتمع فى القيام بعملية الضبط الاجتماعى لسلوكيات أفراده. فهو أداة الدولة والتجسيد الطبيعي لسلطة المجتمع فى حفظ وصون الأمن، وإقرار النظام، وتنفيذ القوانين التى تسنها السلطة التشريعية في هذه المجتمعات لصالح الجماعة. ، وفي سبيل قيام الشرطة بالمهام المسندة إليها فهي مطالبة بالتصدى للعديد من المشاكل الأمنية التى تواجه المجتمع وتهدد أمنه واستقراره فى الداخل. وهذا يتطلب نوع من الحزم والحسم فى كثير من مواقع العمل الشرطى بما يتضمنه من فرض قيود والتزامات يجب على الجمهور احترامها وعلى الجانب الآخر قد يتسبب ذلك فى نوع من أنواع الضيق للأفراد ويتسبب فى توتر العلاقة بينهم وبين الشرطة.

إشكالية العلاقة بين وسائل الإعلام و الشرطة

هناك بعض الأشكاليات التى تحيط علاقة الشرطة باجهزة الاعلام 

- رغبة الإعلام فى الحصول على كافة المعلومات لتحقيق السبق و الريادة الإعلامية

- التزام الشرطة بالسرية و عدم الإفصاح فى بعض الموضوعات الأمنية حرصا على سير التحقيقات

- عدم تفهم بعض رجال الشرطة لدور الإعلام فى نقل الحقائق الى الرأى العام خاصة فى الاحدا و الوقائع التى تهم قطاع عريض من المجتمع

- العلاقة المتوترة بين اجهزة الإعلام اجهزة الأمن له أثره السلبى على عمل الشرطة و يتمثل ذلك فى :-

- تشويه الصورة الذهنية لرجل الشرطة لدى المجتمع

- فقدان الأحساس بالأمن نتيجة المبالغة فى نشر اخبار الجرائم

- تعاطف الجمهور مع مرتكبى السلوك الأجرامى

- تقليد و محاكاة السلوك الأجرامى

- إعاقة اجهزة الأمن اثناء ضبط المجرمين

كيف يؤثر الإعلام ايجابا  على اتجاهات الرأى العام نحو قضايا الأمن فى المجتمع:-

- توجيه الجمهور للوقاية من الجريمة و السلوك المنحرف و رصد و تحليل الظواهر الأجرامية و التوعية عنها .

- خلق روح ايجابية لدى الجمهور للتعاون مع رجال الشرطة و الابلاغ عن الجرائم و الإدلاء بالشهادة فيها و حماية الشهود خاصة فى الجرائم الكبرى و جرائم الأرهاب .

- المساعدة فى تقبل الرأى العام لدمج المفرج عنهم بعد قضاء العقوبة منعا لعودتهم لعالم الأجرام

- العمل على تأكيد اهمية العقوبات الموقعة على المنحرفين لتحقيق العدالة فى المجتمع و عدم التعاطف مع المجرمين

- الأبتعاد عن المبالغة فى وصف الجرائم و تفصيلاتها خاصة اذا كانت تمس الأحداث او اعضاء الأسرة الواحدة

- الأستعانة بقادة الرأى فى المجتمع(استراتيجية القاطرة)  (رياضيين – ممثلين – ادباء – رجال دين) لنشر الوعى للوقاية من الجريمة و التعاون مع رجال الشرطة

- العمل على تحسين العلاقة مع ممثلى اجهزة الإعلام و فتح قنوات اتصال معلومة معهم لنقل المعلومات الصحيحة عن الحالة الأمنية فى حدود المتاح

ولا شك فى أن الإعلام بوسائله المختلفة من أهم وأضخم المؤثرات الفكرية على المجتمع بأثره، بما له من تأثير نفسى فى شخصية الإنسان الذى ينصب على أفكاره وعاداته وقيمه وسلوكه وكافة تصرفاته الأخرى مما ينعكس فى الأساس على علاقته بجهاز الأمن.

ولا مراء فى أن تأثير وسائل الإعلام على علاقة الشرطة بالجماهير قد يكون إيجابياً أو سلبياً وهذا كله ينعكس بلا شك على المجتمع، فوسائل الإعلام لها الدور الأكبر فى التأثير على الرأى العام تجاه قضية ما مثارة فى المجتمع، حيث إن هذه الوسائل تعمل متضافرة وفى اتساق وتكامل على تكوين رأى عام فى مختلف الموضوعات والظروف والأوضاع والمشاكل التى تطرح نفسها على الأذهان والتى تتعلق بمختلف النواحى السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية.