سفير أنجولا بالقاهرة: انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة قريبا فى إطار توجيهات قيادتى البلدين
أعلن سفير أنجولا لدى مصر نيلسون كوزمى
، أن الجانبين المصرى والأنجولى يعكفان حاليا على الاعداد لعقد الاجتماع القادم
للجنة المشتركة والمقرر في بداية العام المقبل 2021 فى إطار توجيهات قيادتى
الدولتين على ضوء الاجتماع الذى عقد في أديس أبابا ، في 28 يناير 2018 ، بين
الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والرئيس الأنجولى جواو لورينسو ، على هامش قمة الاتحاد
الأفريقي ، حيث تم التأكيد على الرغبة المشتركة في تعزيز وتوسيع التعاون بين
البلدين.
ووصف السفير - فى حديث خاص لوكالة أنباء
الشرق الأوسط اليوم الخميس- الروابط بين البلدين بانها "ممتازة وطويلة
الأمد" حيث تعود إلى ستينيات القرن الماضي عندما دعمت السلطات المصرية حركات
التحرر الوطني في حرب أنجولا ضد النظام الاستعماري البرتغالي آنذاك ، والتي توجت
بالاستقلال في 11 نوفمبر 1975.
وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل الدول
الأفريقية التي اعترفت بتحرر أنجولا، ولهذا السبب افتتحت أنجولا سفارتها في
القاهرة عام 1976 ، وهو الامر الذى عزز العلاقات السياسية و الدبلوماسية وعلاقات
الصداقة بين الشعبين والحكومتين.
ولفت السفير الأنجولى إلى أن العلاقات
بين البلدين تقوم على ثلاث مراحل حيث بدأت بدعم حركات التحرر الوطني في عهد الرئيس
المصري الراحل جمال عبد الناصر، بروح الوحدة الإفريقية، والمرحلة الثانية تتمثل فى
التعبير عن الإرادة السياسية لكلا الحكومتين لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية
لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية ، اذ تم التوقيع في الثمانينيات
على اتفاقية التعاون القائمة بين البلدين في العاصمة الأنجولية لواندا.
وذكر أن المرحلة الثالثة تشمل توطيد
أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري مع التحديث المستمر لأدوات التنظيم ، وعلاقاتنا
وهي الاتفاقية العامة الجديدة للتعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي، وإنهاء
الازدواج الضريبي على الاستثمارات، والاعداد للجنة المشتركة، وإلغاء التأشيرات في
جوازات السفر الخاصة والدبلوماسية والخدمية ، فضلاً عن المشاورات السياسية رفيعة
المستوى بين البلدين.
وفيما يخص الإمكانات الاقتصادية الكبيرة
التى تزخر بها أنجولا مثل النفط والغاز والماس والطاقة الكهرومائية والزراعة
ومصايد الأسماك وكيفية تعزيز التعاون مع مصر في هذه المجالات.. أشار السفير نيلسون
كوزمى إلى التعاون المتزايد بين القطاعين العام والخاص فى مصر مع النظراء فى
أنجولا في مختلف القطاعات لاسيما التدريب ، والكهرباء ، والتصنيع ، والصناعات
الدوائية. مسلطا الضوء على الاستثمارات التى اقامتها شركة السويدى فى أنجولا خلال
السنوات الماضية والتى تصل قيمتها الى حوالى 500 مليون دولار أمريكي ، بالإضافة
الى توريد معدات لإنتاج وتوزيع الكهرباء في العاصمة الأنجولية.
وقال السفير الأنجولى إنه يتم بذل قصارى
الجهد لتوسيع مجالات التعاون مع مصر ، نظرًا لإمكانياتها الفنية والعلمية، فأنجولا
منفتحة على الاستثمار الأجنبي كما انها تهتم أيضًا بمشاركة خبرتها في استكشاف
النفط والغاز.
وبخصوص دور مصر فى القارة.. أكد السفير
الأنجولى أنه طالما كانت مصر لاعبًا رئيسيًا في القارة، حيث ساعدت العديد من
البلدان الأفريقية في النضال من أجل تقرير المصير ، كما أن مصر تعد من مؤسسى منظمة
الوحدة الافريقية التى تحولت الى الاتحاد الافريقى.
وأشاد بالدور الذى تقوم به مصر وبالنجاح
الذى حققته خلال فترة رئاسة الاتحاد الافريقى العام الماضى.. مضيفا أن مصر تحظى
بالاحترام على مستوى القارة والعالم.
وأعرب سفير أنجولا عن تقديره للدعم الذي
قدمته السلطات المصرية لعدة دول في القارة وآخرها المساعدات التي قدم لأكثر من 20
دولة ، في ادوات السلامة الحيوية في إطار مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد "
كوفيد -19" ، تنفيذا لتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وهو الامر الذى
رحبت به أنجولا، مما يثبت مرة أخرى تضامن مصر.
وحول أهمية دخول منطقة التجارة الحرة
القارية الأفريقية حيز التنفيذ قريبا بالنسبة لاقتصاد القارة.. اعتبر السفير
الأنجولى ان هذه الاتفاقية ودخولها حيز النفاذ يعد فرصة أخرى لتعزيز التعاون بين
دول الجنوب ، من أجل التنمية بين البلدان الأفريقية ، وتعزيز التجارة والتصدير،
لخلق تأثير اقتصادي عالمي قوي وتطوير هياكل سياسية أفضل.
وأشاد بالاتفاقية التى ستدخل حيز النفاذ
فى الحادى والثلاثين من يناير ٢٠٢١- وفقا لقرارات القمة الاستثنائية الثالثة عشر
والتى عقدت بجوهانسيرج فى وقت سابق من هذا الشهر- والتى تهدف الى خلق سوق موحدة
وتكفل حرية التنقل للأشخاص ، بالإضافة إلى انشاء اتحاد نقدي ، وهو ما من شأنه
تحفيز التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدان الافريقية، وكذلك تحفيز التنافسية
فيما بينها مما يعزز الجودة والنمو والتنمية ويقلل من هروب رؤوس الأموال إلى
القارات الأخرى.
وذكر أن 33 من بين ال55 دولة عضو
بالاتحاد الافريقى قد أودعت بالفعل صكوك التصديق على اتفاقية، بما في ذلك أنجولا
ومصر ، كما تم حث الدول الأعضاء الأخرى على القيام
بهذه الخطوة في أقرب وقت ممكن من أجل
زيادة حجم السوق وحجم التجارة.
وحول ما تتخذه لواندا من إجراءات لتفادى
تاثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد بشكل عام فى العالم.. قال السفير نيلسون كوزمي
إن هذا الوباء تسبب في حدوث أزمة اقتصادية غير مسبوقة في فترة قصيرة من الزمن ،
وتأثيرها واضح، اذ تشير التقييمات الأولى لتأثيرات الوباء على نطاق عالمي ، إلى
انخفاض التجارة العالمية في السلع في عام 2020 بنسبة تتتجاوز 35٪ ، وانخفاض تدفقات
الإيرادات السياحية بما يتجاوز 500 مليار دولار ، والطيران التجاري بنحو 70 مليار
دولار.
وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة تجعل
من الممكن لفت الانتباه إلى عمليتين وثيقتي الصلة للغاية هما تنامي حالة عدم
اليقين والمخاطر المتصورة من جانب الاقتصاديين ، مما يؤجج الآثار والعواقب غير
المتكافئة لهذه الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.. بالاضافة الى ان العالم الناشئ ،
الذي يشمل قارتنا ، هو في الوقت الحالي أقل معاناة من جائحة كورونا،يبدأ في
المعاناة بشكل أكبر، مع تفاقم الأزمة فى ضوء انخفاض اسعار صادراتها الرئيسية
والمواد الخام والمواد التي لم تتم معالجتها مدفوعة بانخفاض الطلب بسبب الاجراءات
الاحترازية التى تفرضها كورونا بما فى ذلك الاغلاق.
وأضاف السفير انه اعتبارًا من شهر
سبتمبر من العام الحالي ، سجلت القارة الأفريقية أكثر من 1.3 مليون حالة إصابة
مؤكدة بـالفيروس وحوالي 33 الف حالة وفاة ، وهو ما يمثل 4.5 ٪ من اجمالى الحالات
المسجلة فى جميع أنحاء العالم.
واثنى السفير على الاستراتيجية القارية
الأفريقية المشتركة لمكافحة كوفيد -19 ، التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي ومنظمة
الصحة العالمية ، بتاريخ 22 فبراير 2020 ، والتي جسدت التعاون والتآزر وتنسيق
المعلومات بين الدول الأفريقية ، بهدف الحد من انتقال الجائحة في الدول الأعضاء،
والحد من الاصابات والوفيات الناجمة عن هذا الفيروس المعدي في الدول الأعضاء،
وايضا الحد من الاضطرابات الاجتماعية والعواقب الاقتصادية وتقليلها.
واعتبر أن الخبرات المكتسبة في إدارة
الأوبئة الأخرى مثل إيبولا والحمى الصفراء والعديد من الأمراض المنقرضة بالفعل في
قارات أخرى ساهمت ، كثيرًا في الطريقة التي تتعامل بها سلطاتنا الصحية مع هذا
الوباء الرهيب.
وأوضح أن أنجولا ، وكما يحدث مع دول
أخرى في العالم ، تتعايش مع التداعيات الناجمة عن كورونا .. لافتا إلى أنه وفقا
للبيانات هناك أكثر من 16 ألف حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في انجولا وتعافي
9729 و 393 حالة وفاة منذ اكتشاف الحالة الأولى فى أواخر مارس من العام الجاري.
وقال السفير الانجولى إن كوفيد -19 دفع
جميع البلدان فى العالم خلال عام 2020 ، الى تخصيص موارد كبيرة للتخلص التدريجي من
هذا الوباء غير المرئي والقاتل ، وكان على أنجولا إقامة العديد من البنى التحتية
من الصفر ، للوقاية ومكافحة هذا الفيروس.. مشيرا إلى أنه من المتوقع ان تتسلم
بلاده بحلول فبراير المقبل ما يقرب من 10 ملايين جرعة من لقاح
COVID-19.