رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رشا عدلي: عام "كورونا" كان زاخرا بالأعمال الأدبية والثقافية لكل الكتاب

24-12-2020 | 17:10


رصدت "الهلال اليوم" حصاد الأعمال الأدبية والثقافية للكتاب والمثقفين خلال عام 2020، للتعرف على مدى تأثير أزمة كورونا على حصيلتهم الأدبية وكيف تأثروا بفترة الحجر المنزلي، وهل كانت الأزمة منطلقًا للإبداع أم معوّقة له، فضلا عن توقعاتهم للعام الجديد 2021.

وقالت الروائية رشا عدلي، الباحثة في تاريخ الفن: "أن جائحة كورونا كشفت النقاب عن الوجه الآخر للبشر بتعرية مخاوفهم وحيرتهم وارتباكهم من فيروس لا يُرى بالعين المجردة، ما أدى لتحطم وهم الدول الكبرى وكياناتها العظمى بداخلنا والتي وقفت مكتوفة الأيدي أمام الأزمة، التي ادت لانهيار اقتصادهم، حيث العلم والتكنولوجيا لم يستطيعوا تهدئة روع الأشخاص حول العالم، فأصبت كإنسانة في هذا العالم بالخوف ولكن ليس لدرجة الهلع".

 وتابعت "عدلي" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، قبل اشتداد أزمة كورونا وقبل غلق المطارات اضطررت للعودة إلى مصر وعلى إثر ذلك تركت إبني في بلد وحيد، وعدت إلى بلدي بمفردي هكذا فرقتنا الأزمة دون إرادة منا وهذا أول دواعي خوفي وقلقي، وهو وحدة ابني وليس خوفي من المرض بكورونا".

أضافت رشا عدلي: "تعلمت في أزمة كورونا أن أراقب بشكل أكثر الأحداث في العالم، وكل ما يحيط بي، هذا بالإضافة لاعتيادي على الكتابة في الأحداث بعد انقضائها بفترة، ليكون الحدث أصبح عتيقًا ممكنًا تفسيره وبالتالي فهمه جيدا، هكذا علمتني الأزمة عادة الانتظار، حيث كانت المفاجأت والأحداث ذات الطابع السريع غريبة الأطوار ومفزعة، فكان التريث أمرا حتميًا للحكم على الأشياء والأحداث وكذلك فهمها".

كما أوضحت: "الكثير من الكتب التي وثقت الحروب والأوبئة كتبها أجيال لم يعاصروها، فمن يستطيع الكتابة والحكم على الحدث وهو في قلب المعمعة، لذا على الكاتب أن يتمهل لنضج الأحداث وتمامها، وبالتالي يُمكنه تفسيرها ومن ثم توثيقها بوضوح وبشكل كاملة".

وأشارت رشا عدلي، إلى أن أزمة كورونا كان لها الفضل الأكبر في انفجار موجة أدبية وثقافية عظيمة وصدور روايات ومؤلفات عديدة في مجالات الحياة المختلفة وكذلك العلوم والأدب وغيرها من كل ما يغذي العقل ويمتع الروح.

وقالت: "بالرغم من أزمة كورونا والظروف العصيبة التي عايشناها، إلا أن عام 2020 كان زاخرا بالإنجازات الأدبية، إذ صدرت روايتي "على مشارف الليل"، طبعة مصرية وأخرى لبنانية، ومنذ أيام صدرت النسخة الإنجليزية من رواية "شغف" عن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما لاحظت أن الكثير من زملائي الأدباء أصدروا أعمالا ناجحة لاقت رواجا بين القراء والنقاد، وبالتالي أتوقع أن يكون 2021 عاما زاخرا بالأدب، وأرى صورة مزدهرة للمشهد الثقافي خلاله، حسب توقعاتي المتفائلة لبداية عام جديد.

وأضافت عدلي قائلة: "بالرغم من أن هذا الوباء باعد بين أفراد المجتمع إلا أنه في نفس الوقت قارب بينهم من حيث الظروف المعيشية الصعبة التي تأثر بها المجتمع، فالثرى مد يد العون للفقير شعورا باحتياجه، كذلك شعر الأقرباء بأهمية التقارب والتزاور فيما بينهم فبعدما كان البعد طواعية وعن رغبة أصبح مفروضًا عليهم خشية المرض، فتغيرت العادات وعادت الحميمية من جديد، وعرفنا قيمة حياتنا وما نمتلكه من أشياء لا يمكننا تعويضها".

جدير بالذكر أن رشا عدلي، باحثة في تاريخ الفن وروائية صدرت لها ثمان أعمال روائية، ومؤلف عن الفن والتاريخ، كما ترجمت أعمالها لعدة لغات، وصلت روايتها "شغف" و"آخر أيام الباشا"، للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية.