رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"معسكر الأوقاف التثقيفي" يدعو الأئمة والدعاة لتكثيف مواجهة الفكر المتطرف بالحجة والبرهان للقضاء عليه

24-12-2020 | 20:45


أكد عميد كلية أصول الدين الأسبق الدكتور بكر زكي عوض أهمية دور الدعاة في معركة مواجهة الفكر المتطرف؛ بتجفيف منابع التطرف من خلال إلقاء المحاضرات في المدارس والجامعات والنوادي والشركات، وكشف زيف تلك الجماعات، ودحض الشبهات التي يتذرعون بها وتفنيدها، والقيام بالواجب الأتم داخل المسجد، وعدم إتاحة الفرصة لأصحاب الفكر المشوش في تضليل عقول الناس.


وقال عميد كلية أصول الدين الأسبق، في كلمته خلال اللقاء التثقيفي الذي عقدته وزارة الأوقاف المصرية للأئمة المصريين والسودانيين في الدورة التدريبية المشتركة بمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية اليوم الخميس، إن المعركة الحالية ليست معركة سنان ورماح وإنما هي معركة بيان مرتكز على الحجة والبرهان ومواجهة الفكر بالفكر، مشيرًا إلى أن الأفكار الخاطئة المحسوبة على الإسلام ولَّدت قناعات خاطئة والتي من مظاهرها الأخذ بظواهر النصوص، والعجز عن التفرقة بين الأحكام الشرعية والميل دائمًا إلى التحريم، والجرأة على العلماء المعتدلين وتسفيه أفكارهم.


وأوضح أن هناك فرقًا واسعًا بين احترام آراء السابقين وأشخاصهم، وبين تقديسهم وتقديس آرائهم، وأن المفردة العربية لها عدة معان لتعطي سعة في الفهم، وتيسيرا في الحكم، ذاكرًا نموذجا على هذا بكلمة (السلام) بفتح السين فمعناها تحية الإسلام، وبضم السين معناها مفاصل الإنسان، وبكسر السين معناها الحجارة الصلبة، فلابد من فهم السياق واللحاق حتى يمكن فهم المراد بالمفردة.


وأشار إلى أن هناك بعض المفردات التي يتفاوت معناها بتفاوت الزمان، واختلاف المكان، والقرآن الكريم نزل بلغة العرب، قال تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ" فلا يمكن فهم القرآن الكريم إلا من خلال الأدوات اللغوية، فإن دلالة المفردة القرآنية متعددة، فينبغي أن ننظر في المفردة من جميع وجوهها، وينبغي علينا أن نراعي الزمان والمكان واللغة السائدة في استخدام المفردة اللغوية، مؤكدا أن الجماعات المتطرفة تضع أهدافها أولا ثم تطلب لها مقدمات وأدلة، ودائما ما يعممون ويعبرون بصيغ العموم، ويوظفون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لمآربهم الشخصية.


وقال عميد كلية أصول الدين الأسبق إن الحكم على الإنسان المسلم بالكفر هو أمر خطير يترتب عليه آثار دنيوية وأخروية عديدة، ولهذا نهى الإسلام عن التعجل فيه، فعن سيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنه) قال: بَعَثَنَا رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) إلى الحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ، قالَ: فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، قالَ: ولَحِقْتُ أنَا ورَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ رَجُلًا منهمْ، قالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: فَكَفَّ عنْه الأنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتَّى قَتَلْتُهُ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذلكَ النبيَّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، قالَ: فَقالَ لِي: يا أُسَامَةُ، أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما كانَ مُتَعَوِّذًا، قالَ: أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ، حتَّى تَمَنَّيْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْلَ ذلكَ اليَوم، وقال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا"، وقد امتنع الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) عن تكفير أحد من أهل القبلة، فلابد من برهان قاطع ليقدم عليه، كما أن الحكم بالتكفير ينبغي أن يكون حكما قضائيا، ولا عبرة له إن صدر من جهة أفراد أو جماعات متطرفة.