مصر وأفريقيا.. رؤية وإرادة سياسية نافذة لتحقيق التنمية والدفاع عن مصالح القارة السمراء
واصلت الدبلوماسية المصرية خلال العام الذى اوشك على الرحيل - وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى مصر - جهودها لتعزيز الروابط وعلاقات التعاون مع الدول الافريقية الشقيقية والدفاع عن مصالحها فى كافة المنابر الدولية والتأكيد على ضرورة العمل المشترك للنهوض بأجندة العمل الأفريقى من أجل تحقيق الأمن والسلام والتنمية في ربوع القارة السمراء.
ومنذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية سعت مصر إلى لعب دور فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الأفريقي المشترك، حيث حرص سيادته على تعظيم الدور المصري في أفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في كافة المجالات، وهو الأمر الذي انعكس في القيام بالعديد من الزيارات الثنائية واستقبال المسئولين الأفارقة في مصر، وما شهدته تلك الزيارات من توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية بهدف دعم التعاون الاقتصادي.
وامتد نطاق ومدى الجهود والتحركات الدبلوماسبة المصرية أفقياً ليشمل كافة بقاع القارة السمراء سواء على المستوى الثنائى أو متعدد الأطراف فى إطار المنظمات والمحافل الأفريقية والأمم المتحدة والمنظمات والمحافل الدولية على حد سواء.
كما اتسع نطاق الجهود المصرية ليشمل - إضافة للقضايا السياسية وملفات تحقيق السلم والأمن الأفريقى- المسائل الاقتصادية وتأمين والدفاع عن مصالح القارة الاقتصادية والتنموية وكذلك التعاون المشترك فى المجالات الثقافية والصحية والاجتماعية والبيئية ومجالات تشييد البنية التحتية فى افريقيا.
جهود وتحركات رسخت واقعاً ملموساً الدور الريادى لمصر فى القارة ، توجته برئاسة السيسى للاتحاد الافريقى فى الفترة من فبراير ٢٠١٩ وحتى فبراير ٢٠٢٠ ، حيث واصلت مصر التعاون على المستوي الثنائي مع كافة دول القارة الأفريقية، وتابعت وتفاعلت بإيجابية مع التطورات في القارة، الأمر الذي انعكس على حجم الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوي بين مصر والدول الأفريقية.
ومنذ توليه مقاليد الحكم فى مصر.. يحرص الرئيس السيسى على تفعيل أطر التحركات الدبلوماسية المصرية متعددة الأطراف ، وشارك سيادته وفق هذه السياسة وبشكل فعال فى كافة القمم والمؤتمرات الافريقية حيث شارك سيادته فى القمة الثالثة والثلاثين للاتحاد الافريقى والتى عقدت فى شهر فبراير الماضى باديس ابابا والتى سلم خلالها الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الافريقى لرئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا بعد عام حافل من الانجازات التى حققتها مصر على مدار عام وفترة الرئاسة المصرية التى اتسمت بالزخم الشديد على جميع المستويات وفى مختلف المجالات.
وعلى مدار العام الذى يلملم أوراقه حرص الرئيس على الحضور الفاعل وبمبادرات بناءة فى جميع الفعاليات الأفريقية رفيعة المستوى وكان اخرها يوم امس الخميس حيث أكد الرئيس - خلال قمة هيئة مكتب الاتحاد الأفريقى مع رؤساء التجمعات الإقليمية الاقتصادية على مستوى القاهرة الأفريقية والتى عقدت عبر خاصية الفيديو كونفرانس- أن نجاح القمة الأفريقية المقبلة سيعتمد على التركيز على تناول القضايا الملحة ذات الآثر على مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى أفريقيا، والتى تنعكس بدورها على جهود حفظ السلم والامن الافريقى.. داعيا إلى ضرورة مضاعفة الجهد لتعويض واصلاح الضرر الذى احدثته جائحة كورونا على اقتصاديات وصحة وأمن الشعوب الأفريقية على المستويين الوطنى والإقليمى.
وحرصت وزارة الخارجية خلال عام ٢٠٢٠ ورغم ما شهده العالم من تحديات بفعل تداعيات فيروس جائحة كورونا المستجد على استكمال جهودها لتعزيز التعاون مع الأشقاء الأفارقة، والتأكيد على دور مصر الريادي في القارة، حيث واصلت مصر التعاون على المستوي الثنائي مع كافة دول القارة الأفريقية، وتابعت وتفاعلت بإيجابية مع التطورات في القارة، الأمر الذي انعكس على حجم الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوي بين مصر والدول الأفريقية.
التوجه نحو أفريقيا هو بلا شك منظور ثابت ومستقر لسياسة مصر الخارجية فى عهد الرئيس السيسى اذ تسعى القاهرة دوما لتحقيق المزيد من التضامن الأفريقي وصولا إلى الأهداف المشتركة.. توجه تعكسه الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين ووزير الخارجية سامح شكرى ونظرائه الأفارقة وكان أبرزها الجولة الأفريقية التى قام بها شكرى فى شهر مارس الماضى والتى شملت بوروندى وجنوب أفريقيا، وتنزانيا، ورواندا، والكونجو الديمقراطية، وجنوب السودان، والنيجر حيث قام بتسليم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قادة تلك الدول الأفريقية الشقيقة، كما عقد وزير الخارجية لقاءات مع العديد من المسئولين فى هذه البلدان.
وعلى مدار عام ٢٠٢٠.. استقبل الوزير شكرى عددا من النظراء الافارقة كما واصل الاتصالات مع اخرين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وسبل النهوض بالقارة.
وفى اطار دورها التاريخى البارز فى القارة السمراء تولت مصر خلال اكتوبر الماضى ولمدة شهر الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن الأفريقى بعد انتخابها عضوا بمجلس السلم والأمن الأفريقى لمدة عامين خلال أعمال المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى في فبراير الماضى، واضعة على رأس أولوياتها ملف إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، خاصةً مع تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ريادة هذا الملف على المستوى القارى.
كما حرصت الدبلوماسية المصرية، من مُنطلق العلاقات الأزلية بين الشعبين المصرى والسودانى، خلال رئاسة المجلس على إيلاء الاهتمام اللازم بالأوضاع فى السُودان فى إطار أجندة الرئاسة المصرية للمجلس، دعمًا للتطورات الإيجابية المُتعددة على صعيد تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية، وكذا لمساعى حشد دعم المُجتمع الدولى للاقتصاد السُودانى.
وشهدت الرئاسة المصرية لمجلس السلم والامن الافريقى كذلك عقد جلسة الحوار السنوى بين المجلس واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب خلال فترة الرئاسة المصرية، فى إطار إسهامات مصر المُتواصلة المساندة للجهود الأفريقية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، فضلاً عن عقد جلسة مفتوحة حول دور المرأة فى السلم والأمن، بمُناسبة الذكرى العشرين لقرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلم والأمن، ومن منطلق المساندة المصرية لجهود تمكين المرأة وحماية حقوقها والمُساواة بين الجنسين بما فى ذلك فى الحالات التى يتهدد فيها السلم والأمن.
وعقد مجلس السلم والأمن، وبمُبادرة مصرية، جلسة لمُناقشة ظاهرة المُقاتلين الإرهابيين الأجانب وأثرها على السلم والأمن بأفريقيا، حيث تم خلالها إحاطة الدول الأعضاء بمدى خطورة هذا الملف وما يُمثله من تهديد مُقلق للاستقرار والسلام بربوع القارة..وفي سياق مُتصل، بدأ مجلس السلم والأمن خلال شهر رئاسة مصر النظر في الجوانب المُختلفة لمُقترح تشكيل قوة أفريقية لمُكافحة الإرهاب في إطار القوة الأفريقية الجاهزة، وهي الفكرة التي كان تم التوافق على دراسة سُبل تنفيذها خلال رئاسة السيد رئيس الجُمهورية للاتحاد الأفريقي.
وحرصا من مصر على دعم الاشقاء الافارقة فى مختلف المجالات وفى اطار النهج والتوجه المصري لإعلاء مفهوم الشراكة والمصالح المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة لدول القارة السمراء... تساهم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في أفريقيا فى بناء قدرات أشقائنا الأفارقة فى مختلف المجالات.
وتهدف الوكالة إلى المساهمة في تعزيز جهود مصر في مجال التعاون الدولي، خاصةً التعاون بين دول الجنوب، في المجالات ذات الصلة بالتنمية المستدامة في الدول الأفريقية والإسلامية، من خلال تقديم دعم فني في مختلف المجالات، وبرامج لبناء القدرات، ودورات تدريبية، ومعونات إنسانية، ومساعدات طارئة، بالإضافة إلى تنظيم ندوات، وزيارات ميدانية.
كما تقوم الوكالة كذلك بدعم جهود الدول الإفريقية في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، وفي تحقيق أهداف الألفية للتنمية؛ وتسعي لمساعدتها علي تحقيق أجندة تنمية الأمم المتحدة لما بعد 2015، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، خاصةً الأهداف الخاصة بالصحة، والتعليم، وتمكين المرأة؛ بخلاف سعى الوكالة للاستجابة بسرعة للاحتياجات الطارئة للبلدان التي تواجه أزمات أو كوارث طبيعية من خلال تقديم المساعدات الطبية واللوجستية والغذائية والمالية، وتشارك مع وزارة الصحة في إرسال قوافل طبية إلى البلدان الأفريقية.
وفي إطار علاقات الإخوة والصداقة التي تجمعها بأشقائها الأفارقة.. قامت مصر بارسال مساعدات طبية لدول أفريقية للمساعدة في احتواء انتشار جائحة كورونا ، وذلك بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة إرسال مساعدات عينية طبية بقيمة 4 ملايين دولار إلى 30 دولة أفريقية لمساعدتهم في جهودهم؛ لاحتواء التحديات الناجمة عن انتشار جائحة "كورونا".
مصر وافريقيا.. تاريخ طويل من العلاقات منذ تاسيس منظمة الوحدة الأفريقية وحاضر طموح تعكسه الإرادة وحرص القيادة السياسية على العمل على النهوض بالقارة وتحقيق طموحات شعوبها ودولها تلك هى مسيرة مصر الممتدة فى قارتها الام وبين الاشقاء.