رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«يا ولدي هذا عمّك جمال».. «السادات» يروى لنجله حكايته عن رفيق الثورة

25-12-2020 | 12:49


في كتابه "يا ولدي هذا عمّك جمال"، قدّم الرئيس الراحل أنور السادات صديقه "جمال عبد الناصر" إلى ولده "جمال السادات"، والذي كان يبلغ من العمر شهرين وقت صدوره. وصوّر فيه شخصية الشاب الذي تولى مقاليد الحكم في الفترة منذ قيام ثورة يوليو 1952، وحتى أولى صدامات الثورة الوليدة مع القوى الاستعمارية عام 1956، فيما عُرف باسم "حرب السويس"، وأطلقت عليه الصحف المصرية وقتها اسم "العدوان الثلاثي". وقد صور السادات شخصية جمال عبد الناصر باعتباره البطل الساعي نحو الديمقراطية، ورفضه قيام ديكتاتورية، وبرر عزل الرئيس محمد نجيب باعتبار الأخير خرج عن أهداف الثورة ورغب في التعاون مع أعدائها.


جاء في الكتاب سرد للقاء الأول والظروف التي جمعت بين السادات وعبدالناصر  في منطقة منقباد التابعة لمحافظة أسيوط، والتي جمعت بينهما منذ عام 1938، حيث كان معجبًا دائمًا بشجاعة عبدالناصر وإقدامه النابع من إيمانه وحبه في الاستقلال. يقول السادات "عبدالناصر صديقي ورئيسي، أحبه وأحترمه منذ أن كنا ضابطين صغيرين في منقباد عام 1938"؛ وكذلك روى كيف ضمه عبد الناصر للهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، والذي صار فيما بعد "مجلس قيادة الثورة"؛ ففي مطلع عام 1952، وهو العام الذي أعلنت فيه مصر إلغاء معاهدة 1936 الشهيرة مع بريطانيا، حيث كانت مصر تقدم عشرات التسهيلات من الأسلحة والذخائر والضباط للمحتل. عندها قامت بريطانيا بضرب دار المحافظة في الإسماعيلية، التي كانت تحتوي على قوات البوليس المصري، وتوقف المقاومة في منطقة قناة السويس، ما أدى إلى قتل الكثير من الشباب، في تلك الفترة جاء اجتماع جمال عبد الناصر والسادات مع الضباط الأحرار، في منزل الضابط حسن إبراهيم، لتحديد موعد لقيام الثورة، الذي تم الاتفاق عليه في 1955، ثم نوفمبر 1952، حتى استقر الرأي على 23 يوليو 1952، بعد أن بدأ التحدي بين التنظيم وقيادات الجيش التابعة للملك، وصار رجال القصر يبحثون عنهم في استماتة.


وروى السادات أن قرار تعيين محمد نجيب قائدًا الثورة من قبل الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، أصابه بصدمة كبيرة، فقد كان يرى أن عبد الناصر هو الأحق بهذا المنصب، ما دفعه إلى الذهاب إلى عبد الناصر في منزله، لكي يقنعه بأن يتولى هو هذا المنصب، يروي: "اجتمعت على انفراد بجمال في شقته بكوبري القبة وأخذت أتناقش معه وأبدي له تخوفي الشديد من تسلم رجل غريب لقيادة الثورة، وأن الرجل بحكم سنه وعقليته، لن يستطيع أن يفهم العمل الثوري"، وقتها أبدى عبد الناصر اقتناعه برأي السادات، وقال: "أخشى أن ينشئ هذا المنصب ثغرة بيني وبين الآخرين".


حكى السادات كذلك قصة الاجتماع في مبنى مقر مجلس قيادة الثورة، في كوبري القبة، عام 1956، والذي جرت فيه مناقشة طويلة بين أعضاء القيادة حول المسار الذي ينبغي سلوكه في حكم البلاد. وقتها أسهب عبد الناصر في الحديث عن مزايا وعيوب فلسفة الديموقراطية وفلسفة الديكتاتورية؛ عندها أخذ السادات حديثه إلى زاوية  قادت إلى "تمييع" المناقشة بقصد تأجيلها، حتى تنبه عبدالناصر إلى حديثه، وطلب أخذ الأصوات بين الأعضاء، حتى وجد سبعة أصوات لصالح الدكتاتورية، وصوت واحد للديموقراطية كان صوت عبد الناصر، وتكرر التصويت بنفس النتيجة، حتى غضب عبدالناصر و أعلن استقالته وانسحابه من مجلس قيادة الثورة، إلا أن السادات والضباط الآخرين تنازلوا عن خيار الديكتاتورية من أجل بقاءه في منصبه.