انتكاسة لأندية الكرة التونسية في 2020.. ونجمة التنس أنس جابر «النقطة المضيئة»
لم تشهد كرة القدم التونسية في عام 2020 أي جديد، حيث أحرز الترجي لقب الدوري المحلي للمرة الرابعة على
التوالي وللمرة الثلاثين في تاريخه بالصف الثاني، فيما استمرت متاعب الأفريقي المالية واهتزاز أداء الصفاقسي والنجم الساحلي.
ولكن المفاجأة السارة جاءت من مدينة المنستير الهادئة على الساحل التونسي، حيث نجح الفريق الأول للمدينة الاتحاد المنستيري، في الفوز بلقب الكأس، وهو باكورة ألقابه منذ تأسيس النادي عام .1923
وحمل اللقب مذاقا خاصا كونه جاء على حساب بطل الموسم الترجي بثنائية نظيفة، بعد موسم متميز في مشواره بالدوري أنهاه في المركز الثالث ووسط توقعات بأن يكون الحصان الأسود لمسابقة الدوري في موسم 2020 / .2021
ولكن التتويج التاريخي الذي حدث على ملعب المنستير، الذي اختير لاحتضان المباراة النهائية بشكل مسبق، افتقد إلى حضور الجماهير بسبب جائحة كورونا.
ومثل مصير أغلب المسابقات الرياضية في العالم تسببت جائحة كورونا في إيقاف كامل المنافسات في تونس ومن بينها كرة القدم، لنحو خمسة أشهر لتستأنف في أغسطس في غياب الجماهير.
وبعد انتهاء منافسات الدوري حدثت أزمة مفاجئة بسبب قرار اتحاد الكرة بتعليق نشاط فريق هلال الشابة في الموسم الكروي الجديد لعدم تقيده بلوائح التسجيل، وتسبب هذا القرار في أعمال عنف واضطرابات في مدينة
الشابة وفي توتر بين الاتحاد والحكومة.
وإذا كان عام 2020 سعيدا للمنستيري، المتوج بلقب الكأس، فإنه أيضا كان موعدا لنهاية الأفراح لشيخ الأندية التونسية، الكنية المتداولة لفريق الترجي، الذي بسط سيطرته على قارة أفريقيا بعد تتويجه غير المسبوق بنسختين متتاليتين لدوري الأبطال (2018 و2019) بدون هزيمة وفي خلال ستة أشهر فقط، قبل أن ينجح الزمالك المصري في إزاحته من دور الثمانية في نسخة .2020
ويواجه المدرب معين الشعباني في موسمه الثالث على التوالي مع الترجي، تحديا للعودة إلى المنافسة على لقب دوري الأبطال والحفاظ على لقب الدوري المحلي للمرة الخامسة على التوالي بعد تعاقد النادي مع لاعبين جدد.
ولم يكن حال النجم الساحلي الذي يطارد لقبه الثاني في المسابقة الأفريقية العريقة بعد 2007، أفضل من الترجي بعد خروجه القاسي أمام الوداد البيضاوي المغربي من دور الثمانية إثر خسارته ذهابا صفر/ 2 وفوزه
إيابا، في تونس، بهدف نظيف وضاعف هذا الخروج من حالة الغضب المحيطة بالنجم الذي قدم أحد أسوء مواسمه في العشر سنوات الماضية.
وأحد أبرز مظاهر الوضع المربك للفريق أنه ظل بدون مدرب رسمي منذ أن فك الارتباط مع المدرب الشاب قيس الزواغي في مارس الماضي إلى أن أعلنت الإدارة في نوفمبر التعاقد مع البرتغالي جورفان فييرا في مهمة
استعادة هيبة الفريق وبريقه في المنافسات المحلية والقارية.
وبدوره جاء موسم 2020 مخيبا للصفاقسي حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية الأفريقية) (أربع مرات)، اثر خروجه من هذه المسابقة مبكرا منذ الدور التمهيدي الثاني ضد
بارادو الجزائري ليضيف بذلك إخفاقه القاري إلى إخفاقه المحلي.
ولكن الصفاقسي سيكون أمام فرصة جديدة للعودة إلى مسابقة دوري الأبطال من الباب الكبير في نسخة الموسم الجديد، على أمل الفوز باللقب الذي عجز عن تحقيقه في الثواني الأخيرة من نسخة 2006 عندما تلقى هدفا قاتلا في الدور النهائي من النجم السابق للأهلي المصري محمد أبو تريكة على ملعب رادس ليضيع حلم التتويج الأول له في المسابقة.
وعلى عكس الأندية التونسية ضرب منتخب تونس بقوة في بداية مشواره في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا الكاميرون، وضمن التأهل للبطولة قبل جولتين من نهاية التصفيات وذلك بعد أن تصدر المجموعة
العاشرة محققا ثلاثة انتصارات وتعادل وحيد.
ويعد هذا التأهل الخامس عشر على التوالي لتونس (رقم قياسي) والعشرين في تاريخها، غير أن الآراء لا زالت متأرجحة بشأن اختيارات المدرب منذر الكبير والأداء المهتز لنجمي الفريق يوسف المساكني ووهبي الخزري.
ووحده اللاعب إلياس السخيري الذي يقدم مستويات رائعة هذا العام مع فريقه
الألماني نادي كولن، من حافظ على استقرار أدائه خارج تونس في عام 2020 وهو ما يمثل صمام أمان لخط وسط نسور قرطاج في مشوار تصفيات كأس العالم لقطر .2022
وسيكون منتخب نسور قرطاج أمام اختبار حقيقي في 2021 من أجل ضمان التواجد في أول مونديال يقام على الأراضي العربية، والذي تستضيفه قطر في 2022 .
ولن يكون منتخب كرة القدم وحدة في اختبار، إذ يتطلع منتخب كرة اليد إلى مسح الذكريات المخيبة المرتبطة بكأس أمم أفريقيا التي أقيمت على أرضه مطلع عام 2020 حينما خسر النهائي أمام منتخب مصر، في مباراة شهدت فوضى واحتجاجات من قبل الجماهير التونسية.
ويحتاج منتخب تونس الذي دخل مرحلة إعادة البناء مع المدرب الوطني سامي السعيدي، إلى كامل جاهزيته للظهور بشكل مشرف في مونديال مصر الذي يقام في الفترة من 13 إلى 31 يناير 2021 عندما يلاقي في الدور الأول منتخبات إسبانيا وبولندا والبرازيل في المجموعة الثانية.
وتقدم منتخب كرة السلة، حامل اللقب الأفريقي، خطوة مهمة بقيادة مدربه الألماني ديرك باورمان على طريق تصفيات "أفروباسكات 2021" بتحقيقه العلامة الكاملة في تصفيات المرحلة الأولى، التي احتضنتها رواندا ضمن
المجموعة الأولى ضد منتخبات مدغشقر وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية، في انتظار المرحلة الثانية من تصفيات المجموعة التي تجري في تونس في فبراير المقبل.
وعلى النقيض من الوضع المهتز للرياضات الجماعية بتونس فقد ظهرت لاعبة التنس المتألقة أنس جابر كفاكهة الرياضة التونسية بعد أن بلغ أداءها الذروة في 2020، بتحقيقها لنتائج غير مسبوقة عربيا حيث بلغت الدور
الرابع لبطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان جاروس) ودور الثمانية ببطولة استراليا المفتوحة.
وأطلق الاتحاد الدولي للتنس على اللاعبة التي تحتل المركز الـ31 للاعبات التنس المحترفات، في آخر تحديث له في شهر ديسمبر، كملهمة لاعبي التنس الشباب العرب. لكن أنس لا تريد التوقف عن الحلم في 2021 لاسيما مع توقيعها لعقد رعاية مع شركة الخطوط القطرية ما سيوفر لها ظروفا أفضل للتدريب.