حقق مكاسب تعدت 27 مرة أضعاف ميزانيته .. Split.. أثبت أن الإنتاج الضخم ليس ضروريا لتحقيق إيرادات عالية
كتب : أشرف بيومى
أثبت فيلم Split، أن الإيرادات العالية لا تأتي فقط من إنتاج ضخم، وأن الأفلام ذات الميزانية المحدودة يمكنها أن تحقق ما لم تستطع أن تحققه أفلام أخرى تم إنتاجها بأرقام فلكية ولم تحقق تكلفتها فقط في صندوق الإيرادات. وحقق فيلم Split إيرادات عالمية وصلت لـ248.385.489 مليون دولار، منذ عرضه في 20 يناير 2017، أي في أقل من شهرين، في حين أن ميزانيته بلغت 9 ملايين دولار فقط، وبالتالي حقق الفيلم إيرادات تضاهي 27 مرة من ميزانيته.
والفيلم من بطولة جيمس ماكفوي، آنيا تايلور جو، بيتي باكلي، هالي لو ريتشاردسون، براد ويليام، وتم تصنيفه تحت فئة الرعب والإثارة النفسية، ومن تأليف وإخراج مانوج نايت شيامالان، المشهور بتقديمه أفلام الرعب النفسي، مثل The Visit، The Happening، The Six Sense.
واستطاع النجم الإسكتلندي جيمس ماكفوي، أن يقدم أهم أدواره على الإطلاق، في الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة و57 دقيقة، حيث جسد دور شاب يُدعى كيفين، مصاب بإضطراب تعدد الشخصيات، حيث تسكن بداخله 23 شخصية مختلفة تماما، وتظهر كل واحدة فيها بخصاص وسلوك مختلف تماما، فمرة يظهر بشخصية دينيس وهو رجل قاس وموسوس، ومرة أخرى يظهر بدور باتريشيا وهي سيدة لطيفة ذات مظهر أنيق ثم يجسد دور طفل متلعثم في التاسعة من عمره يحب الرسم والموسيقى ويُدعى هيدويج، وأحيانا يظهر في دور باري، وهو مصمم أزياء له ذوق رفيع، إلى آخره من الشخصيات المختلفة، ليثبت أنه ممثل ذو قدرات عالية، بلعبه كل هذه الشخصيات المركبة، في تحد كبير، لنجم تألق من قبل أيضا في عدد كبير من الأفلام الهامة.
وقام ماكفوي ضمن أحداث العمل بإختطاف 3 فتيات، وحبسهن في مكان غامض تحت الأرض، ويتفاجأن في جو من الرعب بشخصيات ماكفوي المختلفة، حيث يبدأن في التعرف على شخصياته المختلفة تباعا، حتى يدخل له في صورة الطفل الصغير هيدويج، الذي يحدثهم عن شخصياته المختلفة وانتظارهم جميعا لوحش قادم، يمثل الشخصية رغم 24 لماكفوي والجميع في انتظار ظهورها حيث تدور أحداث الفيلم عليه وأن اختطاف الفتيات كان من أجل أن يلتهمهم هذا الوحش في النهاية.
الأداء المبهر لصاحب الـ38 عاما، جيمس ماكفوي، أضفى للفيلم بريقا خاصاً بسبب قدرته الهائلة على الانتقال من شخصية لآخرى بكل سلاسة، وإقناعه لمعالجته النفسية في الفيلم بالتعامل مع حالته بقدر كبير لعزل كل شخصية على حدة وفهم مخططاتها، حيث تستقبل مئات الرسائل الإلكترونية من شخصياته المختلفة تطلب منها المساعدة.
ويمثل Split، عودة قوية للمخرج الهندي صاحب أفلام ما وراء الطبيعة، مانوج نايت شيامالان، الذي اعتدنا على رؤية هذا النوع من الأعمال في أفلامه وأبهر عشاق السينما بأعماله من اليوم الأول لظهوره على الساحة السينمائية، وتمكن من إحداث مفاجأة قوية في شباك التذاكر حول العالم ونال إستحسان عدد كبير من النقاد والمشاهدين، ليثبت بذلك أن الميزانية الضخمة ليست مبرراً لتقديم عمل مميز، بعد أن قدم لنا تحفة جديدة لاستكشاف مساحة واسعة من الإمكانيات البشرية المذهلة التي تبدو للبعض غير ممكنة..