قال الناقد والكاتب الدكتور أمين الطويل، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إنه كان يعمل بإحدى الدول العربية خلال فترة الإغلاق، وظل عالقا قرابة الأربعة أشهر، لا يستطيع العمل لوجود شلل تام بكل مرافق هذه الدولة، وتطبيق حظر تام على الحركة، أو التنقل أو العمل، وكذلك عدم تمكنه من العودة للوطن لتوقف حركة الطيران. 

موضحًا أن هذه الفترة كانت عصيبة نفسيا، أصابته بشبه اكتئاب تام، وبالرغم من ذلك كانت له قراءات ثانية لبعض المقالات عن القيادة بموقع هارفارد بزنس ريفيو، تناولت القيادة من منظور الغرب، بأدوارها، ووظائفها، وتشكلاتها، استكملها حاليا، لتكون دراسة مقارنة بين السائد من أشكال القيادة في الغرب والمطرد من صورها وأنماطها وتوجهاتها لدينا، وكذلك الكتابة القصصية في عمل جديد يشتبك بالحواس، ويشتغل على الشائك من تفاصيل العلاقات الإنسانية، لاسيما بين الرجل والمرأة.

وعن توقعه للحالة الثقافية في 2021 قال الدكتور أمين الطويل: "ليس بالإمكان في ظل هذه الظروف الغائمة التي تضرب سكون المجتمعات والأفراد تخيل شكل الحركة الثقافية في العام الجديد 2021، فالدول الكبرى التي كانت لا تأبه بفكرة الغضب الكوني، أضحت تسير وفقا لخطط قصيرة الأجل، في مسارها الاقتصادي، والثقافي، السياسي، الإنساني، والفزع يضرب تفاصيل كل شيء، التعليم، والثقافة، النظرة للمستقبل، ولا غرو فقد رأينا دولا عظمى تنهار تماما كل مقدراتها في مواجهة هذا الوباء، وخرجت تصريحات من قبيل "الأمر الآن متروك لإرادة السماء" لكن المؤكد أن التحولات الرقمية أصبحت الحاكم بأمره، وأضحت تلتهم كل موروث الأنشطة العادية، والتجمعات، والمعارض، والندوات، والاجتماعات، لنبقي محشورين، بين  منصة وتطبيق، وشاشة صغيرة، نتواصل من خلالها في الشأن الفردي والعام، أفرادا وجماعات. 

وأضاف دكتور الطويل: "أنه ربما يكون الإيجابي في الأمر الاهتمام بالتكنولوجيا، وإدراك أثرها الكبير في نهضة الأمم، لكن السلبية الكبرى في انعدام صور التواصل الحميمي، والسائد، اليومي، والمباشر بيننا، على كل الأصعدة "القرابة، الصداقة، والعمل، والإبداع" والبارقة الوحيدة التي ينتظرها الجميع تتمثل في انتهاء هذه الجائحة، وعودة الحياة لطبيعتها قبل ظهور هذا الفيروس في الربع الأول من العام الماضي.

وأشار الطويل إلى أنه سوف يصدر له في 2021، الحجاج بين الحجاج والباقر، دراسة أسلوبية في حكاية الجارية تودد "أحد حكايات ألف ليلة وليلة"، كما إنه يتمنى أن يشهد العام القادم إنجاز بعض المشاريع الإبداعية والنقدية الخاصة به، ومنها مجموعة قصصية ورواية يعمل عليها، وأيضا كتابين نقديين عن الموروث الشعبي في حكايات ألف ليلة وليلة. 

وجدير بالذكر أن الدكتور أمين الطويل هو ناقد أكاديمي وكاتب قصصي وروائي، وقد صدر له كتب نقدية المقال الصحفي في الكويت، "العلاقات الخليجية الإيرانية"، ومجموعة قصصية بعنوان "كمائن الأحلام"، "واثنتان قيد النشر"، ومخطوط روائي لم يكتمل. 

وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والعلمية، والندوات الأدبية والنقدية، والتحكيم في مسابقة ربيع مفتاح الإبداعية،والمسابقات الإبداعية لقصور الثقافة، من خبراء جودة التعليم، والتنمية المهنية المستدامة، ومدرب للقيادة في عدد من الجهات التربوية.