ماري آن بيفان.. "كانت أما صالحة"
في المعنى الحرفي لجملة "القابلية لتغيير المسار" استطاعت ماري آن وبستر، الممرضة الجميلة، أن تتحول في مسارات حياتها حتى ألهمت العالم، خلقت مصيرها بيدها، وكتبت لقصتها النجاح.
اشتهرت باسم ماري آن بيفان، اشتغلت مهنة الرحمة، أحبت، تزوجت وأنجبت وعاشت حياة هادئة، لسنوات قاربت على الخمسة عشر عاما، حتى أصابها مرض نادر، مرض قام بتغيير مسار هذه السيدة إلى الأبد، أصاب عظامها مرض جعل أطرافها وملامحها تتضخم بشكل مخيف، أثرت عليها وعلى حياتها بالكامل وإلى النهاية.
بداية والأكثر قوة كان الألم الجسدي، لأن جسد هذه السيدة بالكامل تعرض للمعاناة إثر هذا المرض الغريب، فغير أن ملامحها بالكامل قد تغير، وأصبح وجهها مشوها، إلا أن الألم لم يقف عند هذا الحد وكانت تعاني من صداع مستمر وأصيبت بضعف حاد في البصر وآلام مبرحة في العضلات والمفاصل. غير أنها لم تلق قبول في متطلبات العمل، بعد أن مات زوجها وأصبح تأمين معيشة أطفالها، تربيتهم ودراستهم، هو الثقل الجديد عليها.
كانت ماري آن، سيدة قوية، لا تظهر حزنها لأحد، ولا تستسلم، فأقدمت على الاشتراك في مسابقة "أبشع امرأة في العالم" وتفوز بها، بمبلغ ضئيل جدا، تعرضت لمواقف مهينة جدا بعد هذه المسابقة وأصابها الاكتئاب، وكانت جائزة المسابقة تلك خمسون دولارا فقط، وجولة داخل حلقات السيرك في مختلف مدن بريطانيا، ووافقت أن تعمل في أحد أماكن السيرك، وجلبت لهذا المكان أموالا كثيرة لتهافت الجمهور لرؤية الفائزة بلقب أبشع امرأة في العالم، بينما جلبت لها وظيفتها في السيرك، الألم النفسي بسبب الضحك عليها والسخرية منها، بل أن الأطفال كانوا يلقونها بالحجارة ويطلقون عليها ألفاظا قاسية.
استمرت ماري آن بيفان، في هذه الوظيفة لسنوات حتى تربي وتعلم أبناءها، وكل ما تتمناه، أن يقال عنها "كانت أما صالحة" وبالفعل، ماتت وهي على خشبة مسرح السيرك، بكت حتى سقطت أرضا، وماتت. فضحك الجمهور وأفرط في سعادته وهي تقع على أرض المسرح، يعتقدون أنه جزء من العرض، وهي تموت!!