"الحارس في حقل الشوفان".. رواية التناقضات
"الحارس في حقل الشوفان"، صدرت هذه الرواية في عام 1951، للكاتب الأمريكي جيروم ديفيد سالينجر، تتناول الرواية، الآثار النفسية التي تنتج عن مصطلحات مثل: الخسارة، الانتماء، الهوية والعزلة والعلاقات الإنسانية، وهي الرواية التي اشتهر بها المؤلف بأنه أحدث بها تغييرا كبيرة في نهج الكتابة والأدب في أمريكا والعالم، والذي اسموه فيما بعد بـ"الكتابة الغاضبة".
كتب سالينجر الرواية عن طفل في السابعة عشر من عمره، ينشأ في مؤسسة حكومية، له حلم أصيل،وهو الانتقال ليعيش مع أخيه المحارب العائد من الحرب العالمية الثانية، ويشتغل في تأليف القصص، وحين يلتقي بطل الرواية أخيه، يقرر أن يشتغل هو الآخر بالتأليف، ويعود بذاكرته عاما للوراء، ليحكي تفاصيل قصته التي يملؤها كثير من المحطات التي اختبر فيها البطل، علاقته بكل شيء، بالناس من حوله، بهويته، وانتماؤه حتى خسارته، اختبرها.. فعالجت هذه الرواية من وجهة نظر وبمنظور مراهق صغير، لكن جيروم ديفيد سالينجر كتبها بغضي شديد، وجهها للبالغين، فتعود مرة أخرى وتلق الرواج في أوساط المراهقين، ويشتهر المؤلف بها.
تم ترجمة رواية "الحارس في حقل الشوفان" إلى معظم لغات العالم، وباعت ما يقرب للـ 250 ألف نسخة سنويا، وتحقق مبيعات لأكثر من خمسة وستين مليون نسخة في مختلف أنحاء العالم، وأصبح بطل هذه الرواية "هولدن" رمز وأيقونة لتمرد المراهقين في كثير من الثقافات الموجودة حاليا، وفي عام 2003، اختارتها دار "مودرن لايبريري" للنشر من "أفضل مائة رواية في القرن العشرين، وعام 2005، كانت ضمن قائمة "أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية من سنة 1923" التي أعدتها مجلة "تايم" الأمريكية.
ومن المفارقات، أن نفس الرواية هي واحدة من أكثر الكتب التي تعرضت للرقابة، وكانت في المرتبة العاشرة في قائمة الكتب الأكثر طعنا في الفترة من 1990، حتى عام 1999، وكانت هي نفسها ثاني أكثر الكتب التي يتم تدريسها في الولايات المتحدة الأمريكية في آن واحد.