أول سيدة مصرية يتم انتخابها لاتحاد الطلاب بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليا" وهي واحدة من أهم رموز الحركة الوطنية في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وتعد من أهم هؤلاء الذين نادوا بحق النساء في التصويت والانتخاب، حتى أنها من شجعت السيدات في الأرياف على الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات بهدف تحقيق مبدأ العدالة والمساواة، وكانت أول سيدة تلف الأرياف من أجل تحقيق ذلك.

وداد متري أنطون، ولدت في حي شبرا عام 1927، درست وتخرجت في كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول، ثم دبلوم معهد التحرير والصحافة والترجمة، اشتغلت بالتدريس وكانت أول من قام بتقديم برنامج لـ"تدريس الصحافة المدرسية".

انضمت وداد متري، للجنة المرأة في حركة اسستها النسوية "سيزا نبراوي" داخل المقاومة الشعبية، التي كانت تقاوم الاحتلال الإنجليزي في منطقة قناة السويس، وقامت بتحويل المدرسة التي كانت تعمل بها إلى مركز خدمة اجتماعية، بمساعدة شاهندة مقلد، وذلك كان أثناء تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر.

كما ناضلت وداد متري من أجل حقوق الفلاحين، والعمل على تعبئة وحشد نساء مدينة "شبين الكوم" بمحافظة المنوفية، لبذل الجهود المتعلقة بالحرب من خياطة الملابس للجنود وتدريبات للتمريض وحملات للتبرع بالدم وحتى التدريب على السلاح، دفعت ثمن نضالها شهور من الاعتقال، ثم بعدما خرجت من السجن بعد أربعة سنوات تقريبا، تم نقلها من موقعها الوظيفي كمدرسة إلى وظيفة إدارية في وزارة التربية والتعليم.

ثم بعد ذلك بدأت مرحلة جديدة من النضال وأصدرت مجلة للموظفين أسبوعية يتم توزيعها في سائر المحافظات، حيث ناقشت القضايا العامة ومشاكل العمال والمدرسين، كما نشطت في تلك الأونة في نقابة المعلمين، وفي عام 1970 خاضت انتخابات مجلس نقابة المعلمين وفازت بفضل تاريخها ونضالها الطويل.

كرمتها جامعة القاهرة بمناسبة الاحتفال بمرور 90 عام على إنشاء الجامعة، واحتفال كلية الإعلام بمرور 60 عام على إنشاء قسم الدراسات الإعلامية، كما كرمتها كلية الإعلام ضمن 34 من الرواد.

توفيت وداد متري أنطون، في يوم 18 من شهر يناير عام 2007، وهي في الثمانين من عمرها.