د. رانيا أبو الخير
فى إطار السعى نحو
بناء دولة عصرية قادرة على التعامل مع متطلبات العصر ومقتضياته، والتى يمثل الذكاء
الاصطناعى أحد مفرداتها الرئيسية، تأتى مبادرة وكالة الفضاء المصرية للحاق بركب
التقدم العلمى في مجال صناعة الفضاء، عبر تدشينها لمشروع إطلاق أول تليسكوب رصد
فضائى باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى، حيث يتولى هذا التليسكوب رصد الأقمار
الصناعية والمركبات الفضائية، وما قد يطرأ عليها من تغيرات داخل المدار، وكذلك رصد
الحطام والنفايات الفضائية التي باتت تمثل مخاطر كبيرة على عمل الأقمار الصناعية
بمدارها في الفضاء، خاصة فى ظل ازدحام الفضاء بهذه المخلفات.
ومن دون الدخول في
تفاصيل فنية تتعلق بطريقة عمل هذا التليسكوب بتقنية الذكاء الاصطناعى، يجدر تسجيل
ملاحظتين مهمتين في هذا الخصوص: الأولى، تتعلق بصناعة هذا التليسكوب الذى يعد نقلة
حقيقية في مجال صناعة الفضاء المصرية، حيث عكست هذه الخطوة مدى الاستقلالية
والتنافسية التي تسعى إليها الدولة المصرية في هذا المجال، يدلل على ذلك الخطوات
الجادة التي تم اتخاذها سواء فيما يتعلق بتجهيز الرسومات التصنيعية والبرمجيات
المستخدمة، او فيما يتعلق ببدء وكالة الفضاء بالعمل على إنشاء أجزاء من هذا
التليسكوب داخل معاملها ليصبح هذا التليسكوب أول مشروع مصري يستخدم تقنية الذكاء
الاصطناعى في مجال الفضاء.
أما الملاحظة الثانية،
تتعلق بالرؤية المصرية في الحفاظ على البيئة ليس فقط على المستوى الأرضى وإنما
كذلك في الفضاء الخارجي، إذ من تأثيرات المخلفات الناجمة عن الأقمار الصناعية والمركبات
الفضائية أن تهدد السلامة البيئية لكوكب الأرض، وهذه نقطة ذات أهمية يجب تضمنيها في
برامج الصناعات الفضائية، حتى لا يواجه العالم في المستقبل كارثة بيئية جديدة
ناجمة عن هذه المخلفات.
نهاية القول إن التليسكوب
الفضائى المصرى يؤكد على أن النجاح فى استعادة الدولة المصرية لدورها ما بعد ثورة 30
من يونيو 2013، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، مكنها ذلك من تنويع مسارات عملها
في بناء المستقبل من ناحية. كما أعطاها رؤية بعيدة المدى في تحقيق استراتيجيتها
للتنمية المستدامة وفق أسس صحيحة ومنطلقات سليمة تراعى مختلف الابعاد داخليا
وخارجيا من ناحية أخرى.